Get Even More Visitors To Your Blog, Upgrade To A Business Listing >>

أصدقاء دائما

أصدقاء دائما






ما زالت يارا تتذكر هذه اللحظة التى ماتت فيها صديقة عمرها ميرا التى رحلت عن عالمنا فى حادثة مروعة ، صداقة استمرت أكثر من عشرين عاما حتى ظن الناس أنهما أخوات وليس صديقتين فتعتبر ميرا حالة خاصة لكون يارا فقدت أمها فى سن مبكرة ولم تجد حنانا أو حب من زوجة أبيها ووجدته فى ميرا وتتذكر كيف كان وداعها، حيث جلست بعد الوفاة أمام قبرها تدعو لها ووقف خطيبها الدكتور هشام الذى لم يكن يتخيل أنها سترحل يُهَوِّن على يارا التى ظلت فترة كبيرة صامته حزينة والحزن يكسو ملامحها رغم الجمال الذى تتمتع به من عيون ملائكية وروح خفيفة تبعث السعادة على من حولها ويارا تَقَدَّم لها الكثيرمن الشباب يطلبون خطبتها ولكن ارتباطها الوثيق بصديقتها ميرا كان أكثر من الطبيعى حتى بعد ما ارتبطت ميرا بخطيبها هشام لم تتركها وكانت تخرج معهم فى أحيان كثيرة.
وبعد وفاة ميرا بشهرين تقدم لخطبتها هشام الخطيب السابق لصديقتها الوحيدة والخبر اصابها بالصدمة، فكيف توافق على هذه الخطوبة وهى تعلم أن ميرا كانت تحبه إلى درجة كبيرة جدا فهى تعتقد أنها خيانة حتى لو ماتت ميرا لا يمكن أن تتصور أنها تكون زوجة هشام من الأساس المبدأ مرفوض .
ولكن بعد ضغوط كبيرة من الجميع اقتنعت واضطرت إلى الموافقة . حيث اقنعتها صديقتها نيرفانا أن ميرا ماتت ولن تعود ولابد أن تعيش حياتها وإلا ستندم ندما كبيرا وسيمضى العمر وستعيش وحيدة وبالفعل تمت الخطبة فى حضور بسيط من الأهل والأصدقاء ولكن بدأت المتاعب فأصبحت يارا متوترة كثيرا بعد هذه الخطوبة فى كل مرة تخرج معه تشعر انها خائنة لصديقتها تشعر انها سارقة لحبيبها عندما أخذت مكانها .
حاول هشام التخفيف عنها بالفسح والخروج إلى المطاعم والسينما والتحدث معها كثيرا ولكن بلا جدوى فيتملكها الخوف وعينيها حائرتين وتتلعثم فى الكلام ودائما تائهة وتظل شاردة ولا تسمع تقريبا شيئا مما يقوله . وزادت توترا فى الأيام الأخيرة، حيث كانت ترى ميرا تطاردها فى الأحلام وفى إحدى المرات جاءتها ميرا تقول لها : ليه يا يارا تعملى كدة وترد عليها يارا قائلة : انا موش بعمل حاجة غلط ده جواز فتنظر لها ميرا بغضب وتتركها وتذهب وتقوم يارا فزعا من النوم مصابة بالإحباط والاكتئاب .

وفى زيارة لصديقتها نرفانا ، حيث جاءت تطمئن عليها عندما وجدت أن يارا بدأت حالتها فى التدهور الشديد ودار حوارا كالآتى :


نيرفانا : لحد إمته هتفضلى كدة يا يارا أحوالك لا تسر عدو ولا حبيب
يارا : موش قادرة أنسى ميرا أنا بشوفها فى أحلامى ميرا زعلانة منى بجد
نيرفانا : ميرا ماتت خلاص وهشام إنسان كويس وهيحافظ عليكى حرام تخسريه
يارا : هو موش بيحبنى هو بيحب ميرا عايز يشوفها جوايا . مجرد الشبه والروح انما موش عايزنى و انا حاسة بكدة
نيرفانا : انتى دماغك مليانة أوهام هتخلَّص عليكى وهتموتك إهدى شوية وفكرى بالعقل قبل العمر ما يعدى
يارا :أنا اخترت خلاص أنا تعبانة وموش هقدر اكون زوجة تسعده . انا شوفت ميرا فى المنام اخر مرة بتقولى هانت عليكى الايام يا حبيبتى ياريت تبعدى عنه يا يارا وفعلا هبعد
نيرفانا : أنتى أكيد اتجننتى انا موش هتكلم معاكى فى الموضوع ده تانى .
أبلغت يارا هشام بقرارها والذى تفهم الموضوع بعد غضبه فى البداية ولكن عندما وجد يارا حالتها بهذا الشكل تأكد انها لن تكون زوجة جيدة له لان ميرا ستظل عالقة فى خيالها تؤلمها وتقتل فيها كل الأمل
وبالفعل تزوج هشام من زميلته فى العمل وتزوجت ايضا نيرفانا وهاجرت إلى أمريكا مع زوجها وظلت يارا فى هذا الحزن وحيدة بعد زواج شقيقها الوحيد وإنفصالها عن والدها فى شقة منفصلة بسبب علاقتها السيئة مع زوجة أبيها وكانت يارا تعمل بالنهار وتقرأ وتسمع الموسيقى ليلا ولم تتزوج حيث رفضت الكثير والكثيرمن الذين تقدموا اليها حتى مرت السنوات وأصبحت فى منتصف الثلاثينيات وتضع صورة ميرا أمام عينيها دائما فى كل أركان المكان وكانت نيرفانا تطلبها يوميا تطمئن عليها حتى تباعدت المكالمات فى الأيام الاخيرة وأصبحت اسبوعية وفى أحد الأيام وجدت نيرفانا أن يارا لا ترد على المكالمات او الرسائل فقلقت كثيرا وقامت بالاتصال بأحد أقارب يارا وقد ذهب وقام مع الجيران بكسر الباب لانها لم تكن ترد على جرس الباب ليجدوها جالسة امام التليفزيون وقد ماتت وفى حضنها صورة قديمة لها هى وميرا فى أحد الرحلات فكانت نهاية مؤلمة وقد رحلت يارا عن هذا العالم الذى لم تكن تتصور أن هناك حياة بدون صديقتها ميرا ارتباط روحى ونفسى وممكن أن نقول أنه مرضى أيضا وقد ضاعت معه حياة يارا . وفاء نادر الوجود .




المصدر: منتديات شات العنابي - من قسم: منتدى القصص والروايات


Hw]rhx ]hzlh



This post first appeared on , please read the originial post: here

Share the post

أصدقاء دائما

×

Subscribe to

Get updates delivered right to your inbox!

Thank you for your subscription

×