Get Even More Visitors To Your Blog, Upgrade To A Business Listing >>

بلية..المغلوب على أمره





بدا صاحب الورشة كدر المزاج في صباح ذلك اليوم بدون سبب معروف..

وعندما تأخر "بلية" – الفتى الذي يعمل مساعداً عنده – في تلبية أحد طلباته ثار ثورة كبيرة، وكأن نفسه قد نضحت عليها أبخرة الكيروسين ولم يعد ينقص لإشتعال النار إلا شرارة صغيرة، فقذف "بلية" بمفتاح معدني فأصابه في ظهره فتألم الفتى ولكنه لم يبك..

كان فتى أسمراً قوي البنية عركه الدهر، وكان حريصاً على ألا يطرد من عمله؛ فهو يعول أسرته بأكملها ووالده طريح الفراش أصابته أمراض الهرم والفقر..

وعندما كان يُسأل الفتى عن عمل والده كان يجيب بأنه يعمل " مكنجي أحذية"، ولما يئس من رؤية نظرة الحيرة في وجه سائله كان يستدرك قائلاً أن أباه عاطل!!..

(كل هذا الغباء؟! ، ألا ينبري له أحد؟!، ألا لعنة الله على الظالمين..)

أمسك الفتى بالمفتاح وضغط على كتفه و كأنه يعتصر الألم بداخله، ورنا إلى السماء التي بدت ملبدة بالغيوم، وتذكر الحلم الذي صار يتكرر ويراه كل ليلة تقريباً.. يرى نفسه راكباً لجواد مجنح يحلق به عالياً وكأنه يحاول الخروج من غلاف الأرض إلى الفضاء ولكن ما تلبث جاذبية الأرض أن تشده لأسفل حتى يسقط، وعندها يستيقظ من نومه يتصبب عرقاً..

(يرى الرأس مهشماً بين يديه..)

صاح صاحب الورشة فيه ووصفه بالمعتوه وأمره بإحضار المفتاح إليه.. فقام "بلية" وفي عينيه نظرة بأس وقوة وسار نحو صاحب الورشة الذي انكمش في مكانه، ثم نكس "بلية" رأسه وناوله المفتاح.



This post first appeared on صفحات من دفتر تدويني, please read the originial post: here

Share the post

بلية..المغلوب على أمره

×

Subscribe to صفحات من دفتر تدويني

Get updates delivered right to your inbox!

Thank you for your subscription

×