الروبوتات الناعمة هي نوع من الروبوتات المصنوعة من مواد مرنة وقابلة للتشوه، مثل المطاط أو السيليكون أو القماش. على عكس الروبوتات الصلبة التقليدية، يمكن للروبوتات الناعمة التكيف مع بيئات ومهام مختلفة، مثل الضغط عبر المساحات الضيقة، أو الإمساك بالأشياء الحساسة، أو محاكاة الحركات البيولوجية. غالبًا ما تكون الروبوتات الناعمة مستوحاة من الحيوانات، مثل الأخطبوطات أو نجم البحر أو الديدان، التي يمكنها تحريك أجسامها والتلاعب بها بطرق معقدة.

أحد التحديات التي تواجه تصميم الروبوتات الناعمة هو تحقيق سرعة عالية وقدرة تحميل، والتي غالباً ما تكون محدودة بآليات التشغيل والمواد المستخدمة. على سبيل المثال، تستخدم بعض الروبوتات الناعمة مشغلات تعمل بالهواء المضغوط، والتي يتم تشغيلها بالهواء المضغوط، لثني وتمديد أجسامها. ومع ذلك، تتطلب المحركات الهوائية مضخات هواء وصمامات وأنابيب ضخمة وصاخبة، مما يقلل من قدرة الروبوتات على الحركة وكفاءتها.

قام باحثون في جامعة ناغويا ومعهد طوكيو للتكنولوجيا مؤخراً بتطوير روبوت ناعم جديد مستوحى من الديدان البوصة، وهي اليرقات الصغيرة التي تتحرك عن طريق الانقباض وتمديد أجسامها في حركة تشبه الموجة. واستخدم الباحثون عضلات ماككيبين الاصطناعية، وهي عبارة عن مشغلات هوائية مصنوعة من أنابيب مطاطية محاطة بألياف مضفرة، لتشغيل جسم الروبوت. ومن خلال التحكم في ضغط الهواء داخل الأنابيب، تمكن الباحثون من جعل الروبوت ينحني ويعدل أجزاء جسمه، مما يخلق حركة تشبه حركة الدودة.

اختبر الباحثون أداء الروبوت الخاص بهم من خلال قياس سرعته وسعة الحمولة في ظل ظروف مختلفة. ووجدوا أن الروبوت الخاص بهم يمكنه نقل أشياء تزن أكثر من 100 غرام بسرعة تبلغ حوالي 9 ملم في الثانية، وهي أسرع وأثقل من معظم الروبوتات الموجودة المستوحاة من الدودة البوصة. ووجد الباحثون أيضاً أن الروبوت الخاص بهم يمكنه التحرك فوق أسطح مختلفة، مثل السجاد أو الخشب أو ورق الصنفرة، وتعديل شكل جسمه للتغلب على العوائق، مثل الخطوات أو الفجوات.

ويعتقد الباحثون أن الروبوت الخاص بهم يمكن أن يكون له تطبيقات محتملة في مجالات مثل الخدمات اللوجستية أو التصنيع أو الطب، حيث يمكن استخدامه لنقل الأشياء ووضعها في مواقع محددة. على سبيل المثال، يمكن للروبوت أن يحمل أدوية أو أدوات طبية داخل جسم الإنسان، أو يقوم بتوصيل الطرود أو المواد في المستودعات أو المصانع. ويخطط الباحثون أيضًا لتحسين تصميم وأداء الروبوت الخاص بهم عن طريق إضافة أجهزة استشعار، والتحكم في ردود الفعل، والمزيد من أجزاء الجسم.

نشرت الدراسة التي تحمل عنوان “روبوت مستوحى من الدودة مع قدرات نقل محسنة” في مجلة (Biomimetic Intelligence and Robotics)

The post روبوت مستوحى من الدودة مع قدرات نقل محسنة appeared first on باحثو العلوم.