Get Even More Visitors To Your Blog, Upgrade To A Business Listing >>

إنطلق : مقال في جريدة الإعلان الجديد ليوم الجمعة 4 سبتمبر 2015

"أمة اقرأ... لا تقرأ" هكذا يقال على مجتمعاتنا العربية والحق يقال أن الأرقام في تونس لا تنفي المقولة. استرعت انتباهي الإحصائيات التي قدمتها، في فترة تنظيم المعرض الدولي للكتاب بتونس لسنة 2015، شركة إيمرود والتي تأكد أن 79% من التونسيين لا يملكون كتبا في منازلهم غير الكتب المدرسية أو الجامعية. الرواية والقصة والكتب التاريخية تقريبا منعدمة في المنازل التونسية.
هل يمكن إعداد قادة المستقبل بدون كتاب؟ لا أظن هذا، لأن العالم المتقدم لم يلغي الكتاب بتاتا رغم التقدم العلمي والتكنولوجي. عندما تصعد في النقل العمومي الغربي، تجد تقريبا جميع المسافرين يطالعون كل حسب إهتمامته وميولاته. نسبة كبيرة من الشباب التونسي لا تتقن اللغات الأجنبية ولا يتمتعون بثقافة واسعة وسبب ذلك بعده على الكتاب.
العديد من المديرين العامين وأصحاب الشركات الكبرى في العالم مثل بيل قايتس من مايكروسوفت، أو مارك زوكربيرك صاحب فكرة الفايسبوك وغيرهم من أصحاب المليارات وبارونات التكنولوجيا لم يتركوا يوما المطالعة رغم وقتهم الضيق ومشاغلهم العديدة.
الكثير من الشباب في تونس يتعللون بعدم إيجاد الوقت الكافي للمطالعة. لكن أود أن أذكرهم بأن كل الناس يمتلكون 24 ساعة في اليوم والسر هو كيفية استغلال هذا الوقت وتنظيم الأنشطة فيه. هل تعلم أن من يقرأ 10 دقائق على موضوع ما يصبح أكثر دراية وإلماما به من 90% من سكان العالم. هل تعلم أن من يقرأ يوميا لدقائق يطور مهارة الابتكار ويحافظ على ذاكرته التي تتربص بها التكنولوجيا والتلفاز والجوال وغيرها من الأشياء التي نستعملها يوميا. هل تعلم أن المطالعة تبني شخصيتك وتهبك ثقافة عامة واسعة تسمح لك بالحديث في كل المواضيع وبناء علاقات أكثر؟ أخيرا، هل تعلم أن المطالعة هي رحلة يومية مجانية نحو عوالم بعيدة وغريبة؟ 
اليوم، أود أن أقترح عليك بعض الحلول لإيجاد الوقت الكافي للمطالعة على الأقل 10 دقائق يوميا. الوقت متاح فأغتنم الفرصة لأنك ستربح كثيرا في المستقبل. أولا، حاول أن تنهض 15 دقيقة قبل الوقت المعتاد وتنام 15 دقيقة بعد الموعد اليومي للنوم. وهكذا يتاح لك على الأقل 20 دقيقة للمطالعة. إذا كنت تتنقل للعمل أو للدراسة عبر النقل العمومي، لا تفوت عليك فرصة معانقة الكتاب طوال الرحلة الصباحية أو المسائية. حاول أن تطالع بعد الغداء لأننا في العادة نهدر راحة منتصف النهار تفاهات. وكن متأكدا أن التكنولوجيا تتعبك أكثر في القيلولة في حين أن الكتاب يساعدك على الاسترخاء والتركيز أكثر خاصة بعد العودة من الغداء يصبح الإنسان ميالا للكسل والخمول. إذا طبقت هذه النصائح ستجد نفسك دون أن تشعر تطالع أكثر من 30 دقيقة يوميا.
أخيرا، أقول لك لا تتخاذل، طالع وإطلع لتكتسب ثقة أكثر في نفسك. اقرأ، اقرأ، ثم إنطلق...

                  فارس بن صويلح
مدرب ومحاضر دولي في تنمية المهارات الذاتية    
جريدة الإعلان الجديد ليوم الجمعة 4 سبتمبر 2015



This post first appeared on Fares BEN SOUILAH - Official, please read the originial post: here

Share the post

إنطلق : مقال في جريدة الإعلان الجديد ليوم الجمعة 4 سبتمبر 2015

×

Subscribe to Fares Ben Souilah - Official

Get updates delivered right to your inbox!

Thank you for your subscription

×