Get Even More Visitors To Your Blog, Upgrade To A Business Listing >>

عندما يصبح "بوتليس" سلطان التدريب

في برنامج التاسعة سبور، تدخل الكابتن خالد حسني ليقول" الكرة التونسية منذ سنوات بارك عليها بوتليس..." فقلت هل يعتقد الكابتن أن بوتليس موجود فقط في الكرة بل هو منا و إلينا و هذا المقال يفسر الظاهرة...
منذ الصغر, أسمع الناس يتحدثون عن "بوتليس". كنت أعتقد أنه من عائلة "البوسعدية" لكن شتان بين هذا و ذاك. بحثت عن تفسير "البوتليس" فوجدته نوع من شلل النوم. حسب المعجم يسمى أيضا "جاثوم النوم" من جثم يجثم جثوما و هذا هو التفسير العلمي:
......................................................................................................
عدم المقدرة على تحريك الجسم أو احد أعضائه في بداية النوم أو عند الاستيقاظ
كما يمكن إن يصاحبه هلوسات مخيفة.
تستغرق أعراض شلل النوم من ثوان الى عدة دقائق ، و خلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة او حتى البكاء ، لكن دون جدوى ، و تختفي الاعراض مع مرور الوقت او عندما يلامس احد المريض او عند حدوث ضجيج.
وقد اظهرت الدراسات بأن 2% من الناس يتعرضون لشلل النوم على الاقل مرة في الشهر ، وقد يصيب هذا المرض المرء في أي عمر ، و يتعرض 12% من الناس لهذه الاعراض لأول مرة خلال الطفولة.

هناك تفسير آخر غير علمي و هو أنه يظن بعض المصابين بشلل النوم أن ساعة الموت قد حانت ، و بعضهم الآخر يعتقد أن هنالك جنّي يضغط على صدره.
الغريب في الأمر أن هذا الجني موجود في عالم التدريب "الكوشينغ" و قد صادف أن إلتقيته منذ سنوات. أود أن أصفه لكم لعلكم تتعرفونه و النصيحة هنا حاول أن تنفذ بجلدك. "بوتليس التدريب" هو إبن عم "بوتليس" لا محالة ، من عشاق السهر لإقلاق راحة المتدربين النائمين. عيون لا تنام لا من أجل إسعاد الآخرين و إنما حتى تنسى عيون المتدربين مذاق النوم. عندما تخل قاعة التدريب, تستقبل بإبتسامة صفراوية مقيتة  تقول لك " أتيت من أجل ساعتين و لكن لا تعرف متى تغادر القاعة." و هذا عادي جدا، لأن "البوتليس" أو "البوغطاط" كما يسمى في المغرب الشقيق يجثم على صدر الإنسان و يشل حركته و لا يتركه في حال سبيله إلا بعد عناء شديد. فن السيطرة و تحريك الناس و التلاعب بهم هو من الفنون التي يتقنها هذا الكائن الغريب. نعود لقاعة التدريب و كيف تعلم أن فيها البوتليس. بعد الإبتسامة الجميلة التي تعطيك أملا في الحياة يرمقك سلطان التدريب بنظرة حادة تشبه نظرة أدهم صبري رجل المخابرات المصري "رجل المستحيل"  عندما يواجه رجال مخابرات الموساد الإسرائيلي. لعلكم تعرفتم هذه النظرة الرقيقة المليئة بالدفء و الحنان. بعد هذا الإستقبال الفخم حان موعد التعارف  فيسحب البوتليس (و من الآن أسحب الظفرين لأن البوتليس  أصبح من العائلة) مسدسه و يوجهه نحو المتدربين ليتكلم كل منهم تحت تهديد السبابة. هذا الإصبع السحري الذي يستعمله البوتليس لإسناد الكلمة  للمتدرب  سميت السبابة لأنها تستعمل للتهديد و الترهيب و السب و الشتم. أحلى هدية للمتدرب. بعد التعارف، تبدأ المعاناة و يبدأ الدرس... هو درس لتلقينهم درسا أن المدرب هو أقوى إنسان في القاعة...هو أوسعهم ثقافة... هو معلم المعلمين...
الخطير في الأمر أن المتدربون بدأ شعورهم بالضغط و لكن لا أحد يتكلم خوفا من البوليس... عفوا البوتليس... و لو أنه "البوليس" أرحم علينا من البوتليس...
البوتليس تونسي مائة بالمائة لذا فإنه لا يعنيه المتدرب الفرنكوفوني أو الأنغلوفوني فيتكلم لساعات بالعامية لعلها تصبح لغة رسمية. الفرنكفوني أو الأنغلوفوني يشعر أكثر بالضغط لأن سلطان التدريب هو الذي يقرر مصيره و في نفس الوقت لا يقدر أن يصيح "فري كوشينغ فري كوشينغ فري كوشيغ..."
عندما تسأل البوتليس "متى ينتهي العذاب؟" يرد عليك غير مبال "لا أدري..." سلطان التدريب لا يدري متى ينتهي التعذيب فهل من مجيب؟
أخيرا و ليس آخرا لم أتعود ن أرى الناس تنساق إلى البوتليس بإختيارها و هذا حالنا الآن في تونس. لكن فهمت أن بوتليس يخدر أصحاب النفوس الضعيفة و يحاول تدمير الذين لا يقدر على مواجهتهم. لكن هيهات فبوتليس هذا سيبقى يرتع في الظلام الدامس لأن التدريب الحقيقي في وضح النهار و أمام أصحاب القامات و المقامات... هناك من يحبذ المستنقعات و هناك من يحب المحيطات و ما وراءها...
أتمنى يوما ما أن يتعرف المتدربون على الموديل الحقيقي لمعنى الكوشينغ و يفهمون أن التعليم بعيد كل البعد على التدريب. أن المدرب الحقيقي يتمنى رؤية المتدربين أفضل منه. إذا إعتبرنا أن المدرب هو السماء و متدربيه هم النجوم، كلما ساعدهم على تخطي العقبات إزداد لمعانهم عندها ينظر الإنسان و يقول "ما أجمل السماء اليلة مليئة بالنجوم" و عندما تصبح السماء مضيئة يختفي البوتليس لأنه يحبذ الظلام الحالك ليقوم بمهامه المجيدة...

ملاحظة مهمة: هذا المقال و شخصياته من وحي الخيال و كل تشابه في الأسماء مع بعض الشخصيات هو من محض الصدفة ....

كل الحقوق محفوظة- فارس بن صويلح




This post first appeared on Fares BEN SOUILAH - Official, please read the originial post: here

Share the post

عندما يصبح "بوتليس" سلطان التدريب

×

Subscribe to Fares Ben Souilah - Official

Get updates delivered right to your inbox!

Thank you for your subscription

×