Get Even More Visitors To Your Blog, Upgrade To A Business Listing >>

تدريب أم حكايات عبد العزيز العروي؟

Tags: ugrave

لمن لا يعرف التاريخ و الرجل الفاضل عبد العزيز العروي رحمه الله: هو صحفي و إذاعي و خاصة روائي حكواتي. كان هذا الرجل محل إهتمام الناس في تونس من خلال حكاياته الطريفة و المفيدة في الإذاعة الوطنية. عندما تستمع للحكايات تستخلص منها عبر و حكم لتعرف كيف تسير و تحسن التصرف في هذه الحياة.لماذا أتحدث عن هذا الرجل الفاضل لأن بعد وفاته فن الحكايات متواصل لكن في مجالات أخرى خاصة  في مجال التنمية البشرية.في بعض الأوقات أتساءل إلى متى نستمع إلى حكايات و لا نعيشها في الدورات التدريبية. في العديد من المرات, عندما تنتهي دورة تدريبية في « التنمية البشرية » تستمع إلى كلمة متداولة عند المتدربين: »حكايات حكايات ثم حكايات ».

 ليس هناك أي لحظة تدريبية فعلية لما هو نظري. و هنا يمكن الحديث على دورة حكوتية تخريفية بعيدة كل البعد على أن تكون خرافية و هذا مؤكد.في العديد من المرات, يبتدئ المدرب بقول جميل يتخيل أنه سيفرح المشاركين في الدورة: » اليوم ستكون الدورة إشراكية و تفاعلية سنتحاور و نستمع لبعضنا البعض. المطلوب الإستماع الجيد و الإنصات لنستفيد أكثر ».هذا كلام جميل و لكن عندما تدخل لقاعة التدريب و تحلل الحالة النفسية للمشاركين و هم يحاولون الإستماع لل »حكواتي » لمدة ساعة أو أكثر, ظاهريا تتأزم و لا تحاول أن تعرف المزيد لأنك ستصاب بالإحباط.أثبت علميا, أن الإنسان لا يقدر على التركيز أكثر من عشرون دقيقة متوالية دون راحة قصيرة و لو لمدة ثواني. هذا كله و الشخص الذي يتحدث عنده قدرة تأثير, تحفيز و إقناع عالية. فما بالك بحكايات لمدة ساعات و نتحدث على تنمية بشرية.التدريب في التنمية البشرية مراحل. يجب على المتدرب أن يمر بمرحلة تذكر, المقارنة بتجارب سابقة يليها التفكير العميق لإستخلاص نظريات يحاول تطبيقها عبر أنشطة محددة و هنا يحلل و يقيم النتائج. تقييم النتائج سيولد رؤية و مهارة جديدة يمكن أن يضيفها المتدرب لمكتسباته المهارتية.هذه الطريقة المثلى لتدريب الكبار لأنهم ذوي خبرات سابقة و عديدة. رواية الحكايات هو أسلوب يمكن إستعماله للتأثير أو لترسيخ فكرة نظرية خلال الدورة التدريبية و ليس تحويل الدورة إلى حكايات العروي.الإنسان العادي لا يستطيع تذكر أكثر من 20% من المسموعات و هذا بالطبع في حالة تميز المحاضر « المدرب » في تقنيات الإلقاء و فن الخطابة.  يجب التفرقة بين الدورات التدريبية و المحاضرات. لأنه في المحاضرات نتلقى معلومaات و في الدورات التدريبية نكتسب مهارات.التدريب بإستعمال الحكايات فن جميل لإثراء الدورة و لكنه يبقى جزء لا يتجزأ من منظومة متكاملة تستعمل العديد من الأساليب.أخيرا, أشكركم على متابعتكم هذه المقالات التي تنبع عن رؤية شخصية لمجالات التنمية البشرية.  ملاحظة: هذا الرأي شخصي و قابل تماما  للنقد و التصحيح. 


This post first appeared on Fares BEN SOUILAH - Official, please read the originial post: here

Share the post

تدريب أم حكايات عبد العزيز العروي؟

×

Subscribe to Fares Ben Souilah - Official

Get updates delivered right to your inbox!

Thank you for your subscription

×