اليوم إن شاء لله سنتحدث على موضوع الفرق بين التدريب و التكوين في مجالات التنمية البشرية.  لهذا سأحاول أن أشارككم رؤيتي الشخصية في هذا المجال.

مجال التنمية البشرية هو مجال واسع و لا يمكن مقارنته بمجالات تكوينية أخرى خاصة في مجالات تقنية كالإعلامية أو غيرها كالتكوين المهني. لا أقول هذا إنتقاصا في قيمة هذه المجالات و لكن على خط الزمن طرق التعلم في التنمية البشرية مختلفة عن باقي المجالات.

ماذا يعني خط الزمن و ما هو هذا الاختلاف ؟

خط الزمن هو الفترة الزمنية التي يحددها المتدرب لتحقيق أهدافه و التي يمارس فيها أنشطته و أعماله."رؤية شخصية"

مجال التنمية البشرية لا يمكن حصر إختصاصته . كل يوم تتطور أساليب الإدارة, إستراتيجيات القيادة, تقنيات التواصل الحديثة, تكوين و قيادة الفريق و غيرهم من الاختصاصات. أما المجالات التقنية الأخرى فهي معلومات يمكن تعلمها عبر التكوين و إتقان هذه المهارات قبل الخروج من الدورة التكوينية نفسها لذا يمكن الحديث على "التكوين".

في مجال التنمية البشرية, التكوين هو رؤية. يعني شيء نتمنى تحقيقه لأننا نطمح لتكوين متكامل لشخصية الفرد. لكن ما نفعله هو تدريب في التنمية البشرية لأن المدرب يحاول تدريب المشاركين خلال الدورة على بعض الأساليب و الإستراتيجيات الحديثة لتحسين المردودية  أو الأداء في إنجاز مشروع أو عمل معين. و هنا يأتي دور المتدرب في محاولة تحليل النتائج و تطبيق هذه الأساليب التي تدرب عليها فعليا في الحياة.

التدريب يتم عن طريق مراحل نظرية و مراحل تطبيقية تحددها علوم تدريب الكبار. هنا في خط الزمن, يمكن أن نضع "تكوين الشخصية" في فنون القيادة و غيرها في نهاية المطاف لأنها رؤية أو حلم بعيد في الزمن. لتحقيق هذه الرؤية, المتدرب يمر بفترات يحقق فيها بعض الأهداف"قريبة أو متوسطة المدى" عن طريق الدورات التدريبية لأنه يكتسب بمرور الزمن مهارات و أساليب عمل يمكن أن تسهم في تطويره على المستوى الذاتي. أقول"يمكن أن تطور..."    لأن المدرب يمكن أن يضمن خلال الدورة أن المشارك تدرب على هذه المهارة الجديدة و لكن لا يضمن التغيير الفوري للمتدرب.

و هنا نعود إلى أن التكوين لا يتحقق إلا بقرار من المتدرب للتغيير الذاتي الإيجابي. التعلم عند الكبار هي مسؤولية شخصية و ليس مسؤولية المدرب وحده.

.