Get Even More Visitors To Your Blog, Upgrade To A Business Listing >>

The influenza pandemic threatens humanity وباء الإنفلونزا يهدد البشرية


وباء الإنفلونزا 1918 أو ما عرف بالانفلونزا الأسبانية أو الوافدة الإسبانيولية (بالإنجليزية: Spanish flu) هو وباء إنفلونزا قاتل انتشر في أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوروبا والعالم وخلف ملايين القتلى، وتسبب بهذه الوباء نوع خبيث ومدمر من فيروس الإنفلونزا (أ) من نوع فيروس الإنفلونزا أ H1N1. وتميز الفيروس بسرعة العدوى حيث تقدر الإحصائيات الحديثة أن حوالي 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى وأظهروا علامات أكلينيكية واضحة،  وما بين 50 إلى 100 مليون شخصا توفوا جراء الإصابة بالمرض أي ما يعادل ضعف المتوفيين في الحرب العالمية الأولى.

الغالبية العظمى من ضحايا هذا الوباء كانوا من البالغين واليافعين الأصحاء بعكس ما يحصل عادة من أن يستهدف الوباء كبار السن والأطفال والأشخاص المرضى أو ضعيفي المناعة.


نقل جثمان أحد ضحايا وباء انفلونزا عام 1918

معدل الوفيات

معدل الوفيات العالمي في عامين 1918 و1919 غير معروف ولكن التقديرات تشير إلى أن ما بين 2.5 - 5٪ من المصابين بالمرض تعرضوا للوفاة. كما اختلفت تقدير أعداد الوفيات. فالتقديرات الأولية كانت تشير إلى أن 40-50 مليون شخص توفوا نتيجة الإنفلونزا، بينما التقديرات الحالية ترفع هذا العدد إلى 50-100 مليون.، تم وصف هذا الوباء بأنه "أعظم هولوكوست طبي في التاريخ" وقد أدى لعدد وفيات فاق ما حصده الطاعون الأسود في القرن الرابع عشر الميلادي.


حصد الوباء حوالي 5% من مجموع سكان الهند آنذاك وقد قدر الرقم بنحو 17 مليون شخص ، وفي اليابان أحصيت أكثر من 23 ميلون حالة إصابة نتج عنها حوالي 390 ألف حالة وفاة ، أصيب حوالي 28% من السكان في الولايات المتحدة بالمرض وحصد أرواح ما بين 500 و 675 ألف شخص ، وفي بريطانيا رصدت أكثر من 250 ألف ضحية وفي فرنسا بلغ العدد 400 ألف وسقط في كندا حوالي 50 ألف مريض.


رسم بياني يبين معدل الوفيات في المدن الكبرى

تميزت الإنفلونزا الأسبانية -على عكس أنواع الإنفلونزا الأخرى- بقدرتها على إحداث مضاعفات مميتة في من أعمارهم أقل من 45 سنة. فالإحصائيات تشير إلى أن 99٪ من الوفيات كانت في أشخاص أعمارهم أقل من 65 سنة، وأكثر من نصف الوفيات كانت في المجموعة العمرية ما بين 20-40 سنة. وكان السبب الرئيسي للوفاة هو الاختناق نتيجة نزيف رئوي أو التهاب رئوي ثانوي. ويرى البعض أن سبب مناعه كبار السن النسبة ضد الإنفلونزا الأسبانية يعود لتعرضهم للإنفلونزا الروسية عام 1889 مما أكسبهم مناعة جزئية ضد الفيروس.


كانت الأعداد الهائلة للوفيات نتيجة لنسب العدوى العالي التي بلغت 50% من السكان كما ساهمت حدة أعراض المرض في ارتفاع الرقم نتيجة لما سببه المرض من ارتفاع هائل للسيتوكين داخل الجسم وبالتالي حدوث أعراض أكثر شدة وأعظم فتكاً 


جناح إنفلونزا في مشفى والتر ريد، في واشنطن العاصمة، وذلك خلال وباء إنفلونزا 1918.

تاريخ الوباء

بالرغم أن الحرب العالمية الأولى لم تساهم بشكل مباشر في حدوث المرض؛ إلا أن ثكنات الجنود المكتظة وتحركات المشاة الهائلة سارعت من وتيرة انتشار الوباء، تكهن بعض العلماء أنه نتيجة لسوء التغذية لدى الجنود وتعرضهم للمواد الكيميائية في الحرب فإن نظامهم المناعي الضعيف حولهم إلى حاضنات نقلت المرض عبر مختلف الدول ، وتذكر بعض المراجع ان الوباء كان سبباً في ترجيح كفة قوات الحلفاء وعاملاً في نجاح حملاتهم في المناطق الوسطى وفوزهم في الحرب 


صورة لمستشفى طوارئ عسكري في كنساس في الولايات المتحدة أثناء انتشار الوباء

المصدر الجغرافي للوباء

كانت تكهنات العلماء الأولى أن المرض نشأ في الشرق الأقصى ، إلا أن المؤلف ألفرد كوزبي أرخ بأن أولى الحالات ظهرت في ولاية كنساس في الولايات المتحدة وأكد الكاتب جون باري كلام كوزبي حول كون كنساس منشأ المرض وان أولى الحالات ظهرت في مارس من عام 1918، إلا أن الكاتب السياسي أندرو برايس سميث نشر وثائق من الأرشيف الحكومي النمساوي تشير إلى ان أوائل حالات الوباء ظهرت في النمسا في ربيع عام 1917

سر تسمية الوباء بالإنفلونزا الأسبانية


على الرغم من تسمية الوباء بالإنفلونزا الأسبانية إلا أنه لم يصدر من أسبانيا، ويرجع سبب التسمية إلى انشغال وسائل الإعلام الأسبانية بموضوع الوباء نتيجة لتحررها النسبي مقارنة بالدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى. فأسبانيا لم تكن جزءً من الحرب ولم يتم تطبيق المراقبة على الإعلام الإسباني، ومن المفارقات أن الأسبان أطلقوا على العدوى اسم الإنفلونزا الفرنسية.


ظهر وباء "الأنفلونزا الإسبانية" بينما كان العالم يفيق من سنوات حرب عالمية، ليخلف آثارا واسعة غير متوقعة.

الصورة التي لدينا اليوم لوباء الأنفلونزا الذي أصاب العالم عام 1918 أكثر تفصيلا عما كانت قبل عشرين عاما، ناهيك عن خمسين إلى مئة عام مضت، ومع ذلك تظل صورة ناقصة، وهو ما أكده خبير الأمراض جيفري توبنبرغر بالمعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية.


وقال توبنبرغر خلال مؤتمر عقد مؤخرا إن هناك الكثير من الأسئلة ما تزال عالقة، وقد تمكن عام 2005 بمساعدة زميلته آن ريد من كشف التسلسل الجيني للفيروس المتسبب في الوباء.

وقد أصبحت تلك الأسئلة مثار جهود الباحثين في العالم أجمع، وقد خلصوا حتى الآن لنتائج مدهشة.


مجسّم لفيروس الإنفلونزا. بروتينات الراصة دموية (هيموجلوتينين) والنيورامينيديز تظهر على سطح الفيروس. الأحماض النووية الريبوزية ممثّلة باللفائف الحمراء داخل الفيروس ومرتبطة ببروتينات ريبوزية نووية.

الأقوياء كانوا بين الأشد عرضة للمرض


في أكتوبر عام 1918، قضى الفنان النمساوي إيغون شيلي نحبه جراء الأنفلونزا، بعد أيام قليلة من وفاة زوجته إديت التي كانت حبلى بطفلهما الأول.

وخلال تلك الأيام، رسم، رغم مرضه وحزنه، لوحة لأسرة كانت تجسيدا لأمانيه، لكن لم تشأ الأقدار أن ينتهي منها.

كان شيلي في الثامنة والعشرين من عمره، ضمن شريحة عمرية تأثرت بحدة بأنفلونزا 1918، وكثيرا ما توصف لوحته غير المكتملة بعنوان "الأسرة" بأنها تذكار مؤلم لقسوة الوباء الذي أتى على الصغار قبل الكبار.


والمرض الذي فتك بالأخص بمن هم في سن العشرين والثلاثين من أعمارهم، قضى في أغلب الأحيان على عائل الأسرة الوحيد، فقوض أركان المجتمع مخلفا أعدادا ضخمة من كبار السن والأيتام بحاجة للرعاية. وعموما كان الرجال أكثر تضررا من النساء، باستثناء الحوامل اللائي متن أو فقدن أجنتهن بأعداد ضخمة.


ولا يعرف العلماء تحديدا سبب تأثُر الشباب بالمرض على هذا النحو، ولكنهم يعرفون أن كبار السن - المعرضين عادة بصورة أكثر للوفاة جراء الأنفلونزا - كانت وفياتهم أقل خلال وباء أنفلونزا 1918 مقارنة بمواسم الأنفلونزا في العقد السابق لذلك.

اختلفت وفيات الأنفلونزا بشكل كبير بين منطقة وأخرى في العالم، ويعود ذلك جزئيا إلى أن صورة سابقة أقل خطورة من المرض أكسبت مناعة


وثمة نظرية تشرح ذلك تتعلق بمولدات الأجسام المضادة، وتفترض أن كفاءة الجهاز المناعي للشخص تكون في أفضل حال لها إزاء أول سلالة أنفلونزا يتعرض لها، وتستمر تلك الكفاءة تجاه نفس السلالة لاحقا.

لكن فيروس الأنفلونزا قادر على تغيير شكله باستمرار وسلالته وتغيير مولدي الأجسام المضادة الرئيسيين، ويعرف هذان المولدان اختصارا بمولد المضادات H ومولد المضادات N، ومثل هذه المولدات تشتبك مع جهاز المناعة لدى العائل.


وثمة أدلة ترجح أن طلائع فيروس الأنفلونزا التي تعرض لها حديثو السن عام 1918 كانت من النوع H3N8، أي أن أجسامهم كانت متحفزة لمكافحة جرثومة تختلف كثيرا عن تلك المتسببة في أنفلونزا 1918 - التي كانت ضمن الفيروسات من نوع H1N1 - بينما كان كبار السن في وضع أفضل نسبيا بفضل تعرضهم قبلا لمولدات H1 أو N1 والتي سبق وانتشرت بين السكان في عام 1830.

معدلات الوفاة اختلفت بشدة من منطقة لأخرى في العالم


كثيرا ما يقال إن الأنفلونزا كمرض لا يفرق بين شخص وآخر، ولكن في عام 1918 لم يكن الأمر كذلك بالمرة، ففي بعض بقاع آسيا مثلا كانت احتمالات الوفاة جراء الوباء أكثر ثلاثين مرة منها في مناطق بأوروبا.


وعموما كانت معدلات الوفاة على أشدها في آسيا وأفريقيا، بينما كانت الأدنى في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، وكان التباين ضخما أيضا داخل القارة الواحدة، فقد فقدت الدنمارك ما نسبته 0.4 في المئة من سكانها في الوباء بينما كانت النسبة ثلاثة أضعاف ذلك في المجر، وغالبا كانت الخسارة أفدح في المدن عنها في الريف، وإن تباينت الوفيات داخل المدن أيضا.


حينها شعر الناس بتلك الفروق دون أن يتيقنوا منها، ولكن بعد عقود أمكن للإحصائيين التثبت بالأرقام من التباين، ومن ثم بحثوا عن تفسير ذلك في الاختلافات بين السكان، وبالأخص العوامل الاجتماعية والاقتصادية.


ففي ولاية كونتيكت الأمريكية مثلا كانت الخسائر أفدح بين أحدث المهاجرين إليها وكانوا من الإيطاليين، بينما في ريو دي جانيرو، عاصمة البرازيل آنئذ، كان سكان المناطق العشوائية الضخمة بأطراف المدينة هم الأشد تضررا.

أما باريس فمثلت معضلة، فأعلى الوفيات سجلت في بعض أرقى الأحياء، حتى تبين للإحصائيين أن المتوفين في الغالب كانوا من الخادمات المنهكات اللاتي كن ينمن في الغرف السطحية الباردة وليس من السيدات والسادة.


أصاب المرض بشدة الأصحاء، جراء رد الفعل الأشد للجهاز المناعي

في العالم أجمع كان الفقراء والمهاجرون والأقليات العرقية أكثر عرضة، لا كما يقول دعاة التفوق العرقي لأنهم من عرق أدنى، بل لأن ما توافر لهم من غذاء كان أسوأ، وكانت مساكنهم أكثر اكتظاظا، وعانوا من اعتلالات أخرى، وعز أن يجدوا سبيلا إلى رعاية صحية مناسبة.


وربما لم تتغير الأوضاع كثيرا اليوم، فقد أظهرت دراسة لانتشار للأنفلونزا في إنجلترا عام 2009 أن معدل الوفيات في الخُمس الأفقر من السكان، كان ثلاثة أضعاف مقارنة بالخمس الأغنى.

لم تكن إصابة تنفسية فحسب


الغالبية العظمى ممن أصابتهم الأنفلونزا تعافوا، والبعض لم يتعاف وكانت نسبتهم لا تقل عن 25 ضعف مثلها في موجات انتشار الأنفلونزا الأخرى، وسارت بهم الأمور من سيء إلى أسوأ.

فمن أعراض الأنفلونزا إلى صعوبة التنفس، ثم تحول الوجه إلى لون بني داكن ثم اللون الأزرق، ومن ثم تحول لون الجسم بأكمله إلى الأسود والوفاة. وفي كافة الحالات تقريبا لم يكن سبب الوفاة الأنفلونزا بل عدوى بكتيرية استقرت في سوائل بالرئة نجمت عن الفيروس محدثة أعراضا تشبه الالتهاب الرئوي.


وربما كان ما سبق مألوفا، ولكن الأعراض الأقل شيوعا كانت تأثير الأنفلونزا على الجسم متسببة في تساقط الأسنان والشعر والإصابة بالدوار والأرق وفقد السمع أو الشم وضباب الرؤية، كما لحقت آثار نفسية منها الإصابة بـ"الميلانخوليا" أو ما نطلق عليه اليوم اكتئاب ما بعد الإصابة بالفيروس.

ومازالت وفيات أخرى تتبع الأنفلونزا الوبائية والعادية جراء سكتات قلبية ودماغية وغيرها يحدثها الالتهاب. ومن ثم يمكن القول إن الأنفلونزا كانت في 1918 ولا تزال اليوم أكثر من مجرد مرض تنفسي.



This post first appeared on CAPTAIN TAREK DREAM, please read the originial post: here

Share the post

The influenza pandemic threatens humanity وباء الإنفلونزا يهدد البشرية

×

Subscribe to Captain Tarek Dream

Get updates delivered right to your inbox!

Thank you for your subscription

×