علاج كسر الأنف يختلف حسب شدة الإصابة؛ فيمكن أن يقتصر على الراحة في المنزل والمسكنات، ويمكن أن يتطلب علاجه الرد بأحد نوعيه المغلق أو المفتوح (عملية كسر الأنف).
Related Articles
يتميز علاج كسر الأنف عن بقية كسور الوجه بأنه يجب أخذ الخصائص المميزة لكسر الأنف بعين الاعتبار، ويعتبر كسر عظم الأنف من أكثر كسور عظام الوجه شيوعاً لأنه يعد الجزء البارز من الوجه، لذلك كثيراً ما يتعرض الأنف للكسر ليشكل 40-50 % من كسور الوجه.
من المهم معرفة طرق علاج كسر الأنف وخاصة الإجراءات التي يمكن للمريض القيام بها لتجنب بعض الاختلاطات الخطيرة التي قد تحدث عند تجاهل علاج الأنف المكسور.
لمحة عن كسر الأنف
كسر الأنف nasal fracture أو ما يسمى كسر الخشم أو كسر المناخير هو أشيع كسور الوجه. يختلف علاج الأَنف المكسور باختلاف شدة الأذية الحاصلة، حيث يتدرج من مجرد الراحة ومسكنات الألم وصولاً إلى ضرورة إجراء عمليّة جراحية.
يمكن علاج الانف المكسور عن طريق الرد اليدوي (المغلق) أو الجراحي (المفتوح) وذلك حسب شدة الأذية وتقييم الدكتور للأنف المكسور، وقد أصبح من الضروري معرفة الطرق المختلفة لعلاج كسر الأنف بسبب كثرة حدوثه في وقتنا الحالي نتيجة تزايد الحوادث والسقوط، وتعد رياضات الاحتكاك الجسدي (مثل الملاكمة) من أهم أسباب كسر الأنف.
متى يتم علاج كسر الأنف؟
يجب علاج الأنف المكسور في حال ظهور أحد أعراض كسر الأنف التالية:
- الألم – وخاصة ألم الأنف الذي يستمر أكثر من ثلاثة ايام
- سماع صوت فرقعة عند لمس الأنف المكسور
- تورم منطقة الأنف والمنطقة المحيطة به
- ظهور كدمات حول أنفك أو عينيك
- الشعور بانسداد في الأنف
- صعوبة التنفس عبر الأنف
- نزيف الأنف (الرعاف) وخاصة النزيف المستمر
- خروج سائل رائق من الأنف وهو السائل الدماغي الشوكي
- تشوه شكل الأنف
إن خروج السائل الدماغي الشوكي من الأنف علامة خطرة لأنها تدل على حدوث كسر في قاعدة الجمجمة وقد تؤدي إلى إصابة الدماغ بالإنتانات.
لماذا يجب علاج كسر الأنف؟
علاج كسر عظم الانف هو أمر في غاية الأهمية بسبب وجود العديد من الاختلاطات التي قد تحصل عند الإصابة بكسر في الأنف، هذه الاختلاطات تتضمن:
- انحراف الحاجز الأنفي (الوتيرة): قد يسبب كسر عظمة الانف انحراف الحاجِز الذي يفصل بين فتحتَي الأنف، وهذا يؤدي عادة إلى تضيق الممر الانفي وبالتالي صعوبة في التنفس، لذلك لابد من إصلاحه لفتح ممر الهواء والحفاظ على التنفس.
- تشكل ورم دموي على حاجز الأنف: وهو حدوث تجمع دموي نتيجة كسور الأنف، وهذا الورم يؤثر على الغضروف تحته وذلك بالضغط عليه وبالتالي يؤدي إلى تنخره مما قد يؤدي إلى انثقابه، وفي هذه الحالة من الضروري اللجوء إلى تصريف الورم في أسرع وقت ممكن.
- كسر الجزء الغضروفي للأنف: قد تؤدي الإِصابة الشديدة مثل حوادث السيارات إلى كسر غضروف الانف الذي قد يتطلب الإصلاح بالعمل الجراحي.
يعتمد علاج كسر الأنف على تقييم شدة الأذية الحاصلة من خلال الفحص الطبي الذي يقوم به الطبيب لتقييم الأذية؛ حيث يفحص قدرة المريض على التنفس ويكشف الورم الدموي في حال حدوثه.
علاج كسر الأنف في الأذيات الخفيفة
وهي الأذيات التي لا تؤدي إلى حدوث تشوه أو تغير في مظهر الأنف، ويعد العلاج المحافظ بدون جراحة هو الطريقة المفضلة للعلاج في هذه الحالة.
يقتصر العلاج المحافظ على مُعالجة الأعراض عند المريض، وذلك بوضع كمادات من الثلج على الأَنف لتخفيف التورم الحاصل، بالإضافة إلى الراحة وتناول مسكنات الأَلم، وقد يُطلب من المريض أن يقوم برفع رأسه أثناء النوم لتخفيف التورم.
وفي حال حدوث نزيف أنف يجب أن ينحني المريض للأمام ويجرى الدك في حال حدوث نزف شديد، وقد يتشكل ورم دموي نَتيجة تجمع الدم، والذي يُعالَج عن طريق البزل بواسطة الإبرة، لكن بعض الحالات تحتاج إلى إجراء شق وتصريف الورم وخياطته لضمان منع عودة تشكل الورم.
وفي حال خروج سائل نقي مائي من الأنف (السائل الدماغي الشوكي)، يجب تجنُّب الدك لأنه قد يؤدي إلى حدوث اختلاطات خطيرة (مثل التهاب السحايا)، وفي هذه الحالة نطلب من المريض الراحة في السرير مع القيام برفع الرأس 30 درجة لتقليل تسرب السائل.
علاج كسر الأنف في الأذيات الشديدة
الأذيات الشديدة هي تلك التي تؤدي إلى تشوه في الأنف، وتتطلب الرد بأحد نوعيه المغلق (اليدوي) أو المفتوح (الجراحي)، وذلك يعتمد على تقييم الطبيب للأذية واختيار الإجراء الأفضل للحالة.
علاج كسر الأنف عن طريق الرد اليدوي
وهو إعادة عِظام الأنف إلى وضعها الطبيعي يدوياً دون الحاجة إلى العمل الجراحي، ويعد الرد المغلق الإجراء العلاجي المفضل حتى في الحالات التي تتطلب عمل جراحي لأنه يسهل العملية الجراحية فيما بعد.
وتكون الفترة الذهبية لعلاج كسر الأنف عبر الرد المغلق بعد 7 – 10 أيام من حدوث الكسر؛ وذلك حتى يتراجع التوذم الحاصل، لكن لا يجب تأجيل الرد أكثر من أسبوعين لأنه سيحدث التحام بالعظام المكسورة وتتثبت بوضعها الشاذ وبالتالي تصبح إعادة عظام الأنف لوضعها الطبيعي أكثر صعوبة.
يمكن إجراء الرد المغلق في حالات كسر الجزء الجانبي للأنف سواء أكان أحادي أم ثنائي الجانب، ويجرى أيضاً عند حدوث كسر في حاجز الأنف مع حدوث انحراف للأنف بمقدار أقل من نصف عرضه.
يمكن إجراء الرد المغلق تحت تأثير التخدير الموضعي أو التخدير العام، وذلك يعود إلى تقييم الطبيب للمريض وللأذية الحاصلة، ويستغرق الرد المغلق عادة 15 – 20 دقيقة تقريباً.
آلية الرد المغلق
إن المبدأ الأساسي للرد المغلق هو تطبيق قوة معاكسة لاتجاه الكَسر وذلك للحد منه، ففي حالة الكسر الجانبي يتم وضع الأداة الرافعة في تجويف الأنف في الجانب المصاب ووضع إصبع على طول الجانب المقابل السليم، ويتم تقويم الكَسر عبر الأداة.
يمكن إجراء رد الكسر المغلق عبر إدخال ملقط والشام walsham forceps في تجويف الأنف وتدويره جانبياً وذلك للضغط على العظم المكسور باتجاه الخارج.
أما في الكسور المركزية فقد يتم ازاحة النواتئ الأمامية للفك العلوي جانبياَ بسبب الكسر، وفي هذه الحالة يتم رفع عَظم الأنف أمامياَ بواسطة الرافعة وذلك لإعادة النواتئ الأمامية إلى مكانها الطبيعي في الوسط من خلال الضغط عليها بواسطة الإبهام والسبابة ثم يتم إعادة عظم الأنف.
توضع بعد ذلك جبيرة على الأنف لمدة أسبوع للحفاظ على استقرار عظم الأنف.
علاج كسر الأنف عن طريق الرد الجراحي
وهو إعادة عظام الأنف إلى الوضع الطبيعي عن طريق إجراء عمل جراحي، وهو ما يطلق عليه عملية كسر الأنف، يشمل هذا العلاج الكُسور التي لا يمكن علاجها بالرد المغلق (مثل الكَسر المفتت) أو عند حدوث انسداد في مجرى الهواء بعد الرد المغلق، ويجرى أيضاً في حالة التشخيص المتأخر للأنف المكسور (أكثر من أسبوعين) حيث تكون العظام قد التأمت ومن الصعب إعادتها عن طريق الرد المغلق.
يمكن إجراء الرد المفتوح في أي وقت، ولكن من الأفضل تأجيل الرد المفتوح 1 – 3 أسابيع وذلك حتى يتراجع تورم الأنف وتخف الكدمات حوله.
التحضير للعمل الجراحي
يتم تحضير المرضى لعملية كسر الأنف عن طريق إجراء بعض الفحوصات المخبرية (تعداد دم كامل – زمن التخثر) وإيقاف تناول مميعات الدم (مثل الأسبرين) لمدة أسبوعين قبل العملية وأسبوعين بعد العملية وذلك للتقليل من نزيف الأنف، كما يجب إيقاف التدخين، والتوقف عن تناول الطعام قبل 8 ساعات من العمل الجراحي.
عملية كسر الأنف
يتم علاج كسر الانف جراحياً من خلال رأب الحاجِز الأنفي أو تَجميل الأنف:
رأب الحاجز الأنفي Septoplasty
تُجرى هذه العملية عند كسر الحاجز الانفي، وتتم عن طريق إجراء شق داخل فتحة الأنف ورفع البطانة المغطية للحاجز، ثم يتم إعادة تنظيم العظام والغضاريف، ويتم إزاحة الحاجِز المنحرف إلى الوسط قدر الإمكان.
تجرى هذه العملية تحت تأثير التخدير الموضعي أو التخدير العام، وتستغرق ما يقارب 1 – 1،5 ساعة وذلك حسب درجة الانسداد الأنفيّ.
عملية تجميل الأنف Rhinoplasty
يمكن إجراء عملية كسر الانف عبر فتحة الأنف أو من خلال شق صغير خارجي في القاعدة بين فتحتي الأنف، ويتم إعادة تنظيم العظام والغضاريف في الانف. قد يقوم الطَبيب بإجراء تطعيم عظمي أو غضروفي عند الحاجة؛ وذلك بأخذ عظام من مناطق أخرى من الجسم لتعويض النقص الحاصل.
تتم عملية كسر الأنف تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام، وتستغرق 1.5 – 3 ساعات تقريباً.
الوقاية من مضاعفات العمل الجراحي
يعاني المريض من الألم بعد جراحة الانف، إضافة إلى أنه قد يحدث نزيف واحتقان نتيجة العمل الجراحي، وتتم الوقاية من خلال الراحة في السرير ورفع الرأس 30 درجة عند النوم أو الاستلقاء.
كما يمكن تناول المسكنات التي يصفها الطبيب عند الإحساس بالألم، ووضع كمادات باردة على الأنف لتخفيف الاحتقان، تختفي هذه الأعراض عادة خلال أسبوعين من العمل الجراحي.
يجب على المريض تَجنب الضغط على الانف، وألا يتعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة، ويتم استئناف النشاط اليومي بعد يومين من الجراحة، لكن يجب تجنب رياضات الاحتكاك الجسدي لمدة 3 – 6 أسابيع على الأقل.
وفي نهاية المقالة يمكن القول أن علاج الأنف المكسور يختلف حسب شدة الأذية؛ ففي الإصابات الخفيفة يقتصر العلاج على الراحة ومسكنات الألم، لكن يجب علاج الإصابات الشديدة عن طريق الرد المغلق أو المفتوح وذلك حسب تقييم الطبيب لطبيعة وشدة الأذية ووقت حدوثها، وفي جميع الحالات يجب الإسراع بعلاج كسور الأنف للحفاظ على وظيفة التنفس وتجنب الاختلاطات الخطيرة على المريض.
المصادر:
- NHS
- Cleveland Clinic
- healthline
