Get Even More Visitors To Your Blog, Upgrade To A Business Listing >>

سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ج 1

موسى عليه السلام

تعد قصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أحد القصص القرآنية، حيث أنزل الله عز وجل الكثير من الآيات التي تبين أحداث حياة سيدنا موسى، فهو أحد أنبياء الله، وقد ولد موسى عليه الصلاة والسلام في سنة يقتل فيها الذمور من أهل القرية وذلك بناءا على أوامر فرعون، حيث كان قد قرر قتل الذكور في سنة وتركهم في سنة أخرى، وعندما حملت أم موسى به خافت أن يقتله فرعون فأخفت حملها، ولما ولدته أوحى الله إليها أن تلقيه في التابوت وتلقيه في اليم، فقامت بذلك فطاف في اليم، وقد التقطته زوجة فرعون وأحبته، وأدخل البلاط الفرعوني، فطلبت زوجة فرعون اتخاذه ولدا لها فأدخلته القصر وأسموه (موسى) والذي يعني المنتشل من الماء. و طلبت أم موسى من أخته أن تتقصى مكانه وعرفت أين هو، وكان موسى يرفض جميع المرضعات اللاتي أُحضرن له، وأشارت أخت موسى بأن تحضر لهم مرضعة وأحضرت أمه إليه ورُدَّ إليها.

قتل موسى للرجل القبطي

كان سيدنا موسى في طُرُق المدينة في وقت لم يكن فيه أحد في الطرقات من الناس -ولعل الأمر كان ليلاً- فوجد رجلين يقتتلان، أحدهما إسرائيلي والآخر مصري. فالفرعوني أراد أن يسخِّر الإِسرائيلي في عمل، فأبى عليه الإِسرائيلي. ولما رأى الإِسرائيلي موسى استغاث به، فجاء موسى -فأخذ بجمع يده فوكز الفرعوني وكزة فلما رآه قتيلاً بين يديه- ولم يكن يريد قتله- قال: {هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين}.

فأصبح موسى في المدينة خائفاً يترقب الخبر، يمشي في طرقاتها على حذر. وبينما هو في طريقه إذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه مرة ثانية، فأقبل عليه موسى وقال له: {إنك لَغَوي مبين}، أي: صاحب فتن ورجل مخاصمات، فرفض موسى قَتل القِبطيّ، ثمّ أرشده رجلٌ إلى الخروج من المدينة؛ خوفاً عليه من الانتقام للقبطيّ الذي قَتَله سابقاً، فخرج موسى مُتوجِّهاً إلى مدين.

قال -تعالى-: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَـذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ*قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ*فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ*فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ*وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ*فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).

سيدنا موسى في مدين

سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ج 1

وصل موسى بعد رحلة طويلة إلى مدين، ونزل في مكان يجتمع الناس فيه للسقاية، وقد أخذت موسى الغيرة على فتاتين تنتظران الرجال حتى ينتهوا من ملء المياه فقال لهما: ما خطبكما؟ فاعتذرتا عن عملهما في السقي دون الرجال من أسرتهما، فأبوهما شيخ كبير لا يقوى على السقاية.

قى سيدنا موسى لهما وقضى حاجتهما، ثم توجّه إلى الله تتعالى بالدعاء والطلب، بينما قصّت الفتاتان على والدَيهما ما حدث معهما، وطلب من إحديهما إحضار موسى؛ لشُكره على فِعله، فطلبت منه المُضيّ معها، وكانت شديدة الحياء، فشكره الشيخ على صنيعه مع ابنتَيه، وكانت قد اقترحت إحدى الفتيات غلى استئجار موسى للسقاية، فعرض الشيخ على موسى أن يُزوّجه إحدى ابنتَيه مقابل العمل في السِّقاية.

قال الله تعالى : (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ*فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ*فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ*قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ*قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّالِحِينَ*قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّـهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ).

عودته الى مصر

عاد موسى -عليه السلام- إلى مصر مع أهله، وأخذ يبحث عن نارٍ ليلاً، فلم يجد، إلى أن رأى ناراً إلى جانب جبلٍ، فسار إليها وحده تاركاً أهله في موضعهم، ثمّ سَمِعَ صوتاً يُناديه حين وصوله إلى موضع النار، فكان الله سبحانه يُكلّمه؛ إذ أخبره أنّه ربّ العالَمين، وأنّه اصطفاه؛ ليبلّغَ الناس، ويدعوهم إلى توحيد الله، فأوحى الله له ما أوحى، وكلّفه أن يحمل الرسالة إلى فرعون، وأعطاه الله الآيات، وطلب موسى من ربه أن يرسل معه أخاه هارون، ليكون له ردءاً، وأثنى موسى على أخيه بين يدي ربه بأنه أفصح منه لساناً.

وقد أجرى الله سبحانه وتعالى عدّة آياتٍ مُعجزات تُؤيّد رسالة نبيّه موسى -عليه السلام-، ثمّ أمره بالتوجُّه إلى فرعون مُبلِّغاً، وداعياً إيّاه إلى توحيد العبادة لله وحده، واتِّباع أوامره، فسأله موسى التيسير.

قال -تعالى-: (وَما تِلكَ بِيَمينِكَ يا موسى*قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمي وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخرى*قالَ أَلقِها يا موسى*فَأَلقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسعى*قالَ خُذها وَلا تَخَف سَنُعيدُها سيرَتَهَا الأولى*وَاضمُم يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سوءٍ آيَةً أُخرى*لِنُرِيَكَ مِن آياتِنَا الكُبرَى*اذهَب إِلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى*قالَ رَبِّ اشرَح لي صَدري*وَيَسِّر لي أَمري*وَاحلُل عُقدَةً مِن لِساني*يَفقَهوا قَولي*وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري).

دعوة موسى لفرعون

حمل موسى الرسالة، ومعه المعجزات، ودخل مصر وقابل فرعون مع أخيه هارون وبدأ موسى يدعوه إلى توحيد الله، والخضوع له وحده، والتوقُّف عن ظُلم بني إسرائيل، وإرسال بني إسرائيل معهما، فرفض فرعون ذلك، واستخفّ بقَوْل موسى -عليه السلام-، واستصغرَه، وذكّرَه بتربيته ورعايته له، وأنّه قابل ذلك بقَتْل القِبطيّ، فكان ردّ موسى عليه أنّ ذلك لم يكن عن قَصْدٍ، وبيّنَ له أنّه رسول الله إليه مع أخيه هارون، فسألهما عن ربّهما، فأجاباه أنّه الله مالك المُلك.

كذب فرعون قَوْل موسى، وقد اتهمهم بالجنون، فردّ موسى أنّ الله خالقُهم، وخالقُ آبائهم، وأظهرَ لهم المعجزات التي أيّده الله بها؛ دلالة على صِدقه، فتعجّبَ فرعون، وطلب رأي قومه، فأخبروه أنّ موسى وهارون ساحران فقط.

مواجهة سيدنا موسى للسحرة

سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ج 1

أمر فرعون بجمع كبار السحرة وأخبرهم بمعجزات موسى، وأمرهم بابطال سحره، فأخبروه بأنهم سيغلبونه، وقد اجمعوا بمواجهة بينهم وبين سيدنا موسى.

فلمّا رمى موسى عصاه، آمن السَّحرة بربّ موسى وهارون؛ لأنّهم عرفوا أنّ موسى ليس ساحراً، فغضب فرعون غضباً شديداً منهم، وادّعى أنّ موسى عليه السلام مَن عَلّمَهم السِّحر، وأنّهم تابعون له، فأمر بصَلْب السَّحَرة، واستمرَّ فرعون في إنكار ما جاء به موسى -عليه السلام-، فأمرَ وزيره هامان أن يبنيَ له قصراً عالياً شاهقاً؛ ليصل به إلى أبواب السماء، ويرى إله موسى.

آمن مع سيدنا موسى الكثير من بني اسرائيل، وسكنوا في مصر، وقد هم فرعون لقتل موسى، خوفا على قومه من أن يأمنوا بالله يتركوه، فهم رجلا يخفي ايمانه باستنكار ذلك، وقال بأن موسى قد جاء بالبينات، قال -تعالى-: (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ).

فتراجع فرعون عن قتل سيدنا موسى، لكنه بقي بتخويف اتباع موسى واستمر في تهديدهم وظلمهم، فطلب موسى من قومه أن يصبروا ويتمسكوا بحبل الله، فهو القادر على أن يهلك فرعون وقومه، وقد دعا موسى وهارون على فرعون وأعوانه بأن يُبدّدَ أموالهم، ويطبعَ على قلوبهم؛ فلا يؤمنوا حتى يَرَوا العذاب الأليم، فاستجاب الله لدعائهم، إلّا أنّ فرعون زاد في إصراره على الظُّلم، والاستكبار بغير الحقّ، فابتلاهم الله باحتباس المَطر، ونَقص المحاصيل، ولم يزدادوا إلّا تكبُّراً ورَفْضاً لرسالة الحقّ؛ فأرسل الله -تعالى- عليهم الطوفان، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم، وكانت تأتيهم آيات العذاب مُتتالِيةً.

خروج سيدنا موسى من مصر

أمرَ الله تعالى موسى عليه السلام بالخروج من مِصْر ليلاً مع مَن آمن برسالته، فغضب فرعون غضباً شديداً، فلحق به مع جنوده من كلّ مكانٍ؛ ليمنعَهم من الهروب من مِصْر، وأدركوا موسى ومَن معه، وكانوا قد وصلوا إلى البحر، ففزع قوم موسى؛ لأنّهم غير قادرين على هزيمة فرعون وأعوانه، ولا يستطيعون الهرب عن طريق البحر، إلّا أنّ موسى -عليه السلام- طمأنهم؛ وذلك أنّ الله معهم، ولن يتركهم.

حادثة شق البحر وموت فرعون

أوحى الله إلى موسى أن يضربَ بعصاه البحر؛ فانقسم البحر، وانفلق، حتى ظهرت يابسة يُحيط بها الماء من اليمين والشمال، ثمّ أمره أن يترك البحر على حاله، ويمضي مع قومه، فمَضوا في طريقهم، وكان آل فرعون وراءهم يكادون يدركونهم، فاستكبر فرعون ومضى خلفهم؛ مُستخِفّاً بما ينتظره، فأغرقه الله ومَن معه جميعاً، ولم يُبقِ على أحدٍ منهم، وأنجى موسى وقومه.

المصادر والمراجع

  • Moses in Islam 
  • The Story of the Prophets

  • Prophets and messengers in Islam

The post سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ج 1 appeared first on ويكي عرب.



This post first appeared on ويكي عرب - لكي تكون مطلعاً, please read the originial post: here

Share the post

سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ج 1

×

Subscribe to ويكي عرب - لكي تكون مطلعاً

Get updates delivered right to your inbox!

Thank you for your subscription

×