بذور الحب
دَخَلَ اللَعِينُ بَيْننَا.. جَاء يُفَرِّقُ شَمْلَنَا.. يَبدُو لَنَا مِنْ خُبْثِهِ، وَكَأنَّهُ خِلٌّ لَنَا.. طَرَحَ عَليْنَا شِبَاكَهُ، جَاءَ لينقضَ غَزْلَنَا.. كَانَ يُخَطِّطُ مِثْلَمَا، يَبْدُو عَليْهِ صَدِيقَنَا.. بِدُونِ وَعْيٍّ رَأيْتَهُ سَدَلَ الِستَارَ حَوْلَنَا.. ذَا الصَديقُ هَجَرْتَهُ، وَهُو كَذَلِكَ أَعْلَنَ.. الهَجْرُ إلاَّ خِسَّةً أَوْ عَثْرَةً بِطَرِيقَنَا.. مَن ذَا أَرَادَ عَدَاوَةً أَوْ جَاءَ يُشْعِلُ نَارَنَا.. هَذَا الذِى زَرَع العَدَاءَ يَرجُو خِصَامًا بَيْنَنَا.. أنَا ضقت ذرعًا مثله زادت أمامى همومنا.. إن جَاءَ فَاسِقُ عُنْوةً، وأرَادَ أن يتفنَنَ.. يَرْوى حَدِيثًا فِريةً، وَعَليْنَا أَنْ نتبيَّنَ.. فَأرَاهُ يرجع نادمًا يَلعِنْ أَمَامِى عَدِوَّنا.. مَنْ ذَا يُعاتب مثله ذاك اللئيم الأرعن.. وَأنَا الذِى قَدْ يَغْفِرُ إِنْ جَاءَ يَطْلُبْ أَمْنَنَا.. والعُمْرُ كَادَ يُنَفِّدُ وأردتُ حُسْنَ خِتَامِنَا.. بِالقَلْبِ نَغْرِسُ حُبَّنا نِعْمَ البُذُورُ بُذُورَنَا.. عَادَ الصَدِيقُ مُسَامِحًا بالُحبِّ زَادَ رَصِيدَنا.. وَشَكَرْتُ رَبِّى بِفَضْلِهِ فَرِّج إلهِى كُرُوبنَا.
المصدر: منتديات شات العنابي - من قسم: منتدى الخواطر والأشعار المنقولة
f`,v hgpf