كان بمصر رجل يُعرف بالحسن بن عمر الأجهري يقول الشعر الضعيف، وكان ناقص العقل، فقيل له: إن أردت أن يعلو شأنك في الشعر فاهج أبا نواس، فأتاه وهو جالس في المجلس والناس حوله فتجرأ عليه وهجاه:
أَلاَ قُلْ للِنُّوَاسِي الضَّـ ـعِيفِ الْحَالِ وَالْقَدْرِ
خُبِّرْنَا مِنْكَ أَحْوَالاً فَلَمْ نَحْمَدْكَ فِي الْخَبَرِ
وَمَا روّعْتَ بِالْمَنْظَ ـرِ وَلَكِنْ رُعْتَ بِالْكَدَرِ
وكان هذا الشاعر الذي هجا أبا نواس من أوحش الناس صورة، فنظر إليه أبو نواس وقال: بم أهجوك وبأي شيء أصفك وقد سبقني الله تعالى إلى توحش منظرك وتقبيح مخبرك؟ وهل أكون إن قلت شيئاً إلا سارقاً من ربي ومتكلفاً على ما قد كفاني؟ فقال له بعض من معه: اهجه حتى لا نقول إنه أفحمك، فقال أبو نواس من وزن شعره:
بِمَ أَهْجُوكَ لاَ أَدْرِي لِسَانِي فِيكَ لاَ يَجْرِي
إِذَا فَكَّرْتُ فِي عِرْضِـ ـكَ أَشْفَقْتُ عَلَى شِعْرِي