"تَذَكَّرْ أَنَّ مَلَكَةَ الرَّأْيِ هِيَ كُلُّ شَيْءِِِ، وَأَنَّ رَأْيَكَ بِيَدِكَ، امْحُ رَأْيَكَ إِذَا شِئْتَ، وَسَتَجِدُ السَّكِينَةَ،
سَتَكُونُ كَالْبَحَّارِ الَّذِي يَدُورُ حَوْلَ رَأْسِ الأَرْضِ، فَيَجِدُ مَاءً هَادِئاً، وَخَلِيجاً سَاجِيّاً بِلاَ أَمْوَاجٍ"
الفيلسوف الإغريقي ماركوس أوريــلـيــوس
ركب أحد النحاة سفينة فالتفت إلى الملاح وسأله بخيلاء وصلف واستعلاء: هل قرأت شيئا من النحو؟ أجاب الملاح: لا، فقال النحوي: ضاع إذن نصف عمرك هدراً، فلما سمع الملاح هذا الكلام صار كسير القلب جراء التحقير الذي لـَحِقَ به، غير أنه كظم غيضه وصام عن الجواب، وبعد مدة ألقت الريح بالسفينة في إعصار بحري رهيب، عندها نطق الملاح مخاطبا النحوي: هل تعرف شيئا من السباحة..أخبرني؟ أجاب النحوي: لا يا حسن الجواب ويا حلو المحيا، قال الملاح: كل عمرك إذن ضاع هدرا أيها النحوي، ذلك أن السفينة غارقة لا محالة.