منذ صغري عرفته، "ريـعـو" هكذا أطلقوا عليه، كان شاباً ابتلاه الله بمرض عقلي ولكنه كان سوياً في مظهره.. وأصبح من العسير معرفة أول من ناداه بهذا الإسم، شىء واحد مؤكد أنه شخص من الذين يتمتعون بتعذيب الآخرين.. وكان يكفي أن يناديه أحد المشاغبين باللقب-ريعو- ليجد رأسه وقد شجت بصخرة ألقاها عليه "ريعو" الذي كان يتمتع بدقة فائقة في التصويب تؤهله لأن يكون بطلا ً أوليمبيا ً.. وصار من المألوف أن تري المشاغبين يهرولون في الشوارع ومن ورائهم هو يجري ممسكا ً بقالب من القرميد.. هناك قاعدة شبه مطردة تقول بأن لكل قرية مجذوب، مما يوحي بإنتشار تلك النظرة إلى أولئك المرضى.. ولكنه اختفى فجأة، ولم يعد صدى كلمة "ريـعـو" المنطلقة من حناجر المشاغبين كالعواء يتردد.. في البداية ظننت أن صحوة من ضمير قد نالت من المشاغبين، ولكن الواقع ينفي ذلك، بل قد تنقلب القاعدة ليكون لكل مجذوب قرية تمارس عليه ساديتها.. فكرة أخرى لاحت لي، فلم لا يكون قد فطن إلى أنه أعقل من أن يلتفت إلى هؤلاء؟!.. وبعد صلاة القيام في رمضان وجدته وقد ارتكن على جدار داخل المسجد، بدا أنه عثر أخيراً على الأمان
Related Articles
This post first appeared on صÙØات من دÙتر تدويني, please read the originial post: here