Get Even More Visitors To Your Blog, Upgrade To A Business Listing >>

كيف تكون إنساناً؟

بقلم : عمار محمد – مدرب وخبير بالاعلام الاجتماعي

يبدو سؤالاً غريباً بعض الشيء لمن أخذ يسأل عن مغزى السؤال، وقد يراودكم الشك في نواياي، سأتحدث لكم عن صنف من البشر يعيشون بيننا وحياتهم كحياتنا، ولكنهم في فضاء الانترنت مختلفون، يميزون ذواتهم بأنهم يفقدون الأحاسيس والمشاعر، وضعوا القتلى ومن فقدوا أرقاماً يتعاملون معهم في صفحات المواقع الاجتماعية، كما هو الحال في نشرات الأخبار، أصبح حق الفرد لديهم والحصول عليه حلماً ، والمطالبة به جرماً ، ومن يتجرأ في المطالبه بحقه ، ورفع صوته ، عوقب بحرمانه، لماذا فقدنا الإنسانية التي يجب أن يحياها الإنسان ؟ في وقت لا يميز ديننا بين عرق ولون ، أصبح كل همنا أن نسأل عن رزق فلان ، عن راتبه ، عن أهله ، عن سيارته ، عن كل لحظة من لحظات حياته ، حتى نكشف أوراقه ونبدأ في محاربته ، أهكذا تبقى إنساناً وما أظلم الإنسان حينما يمنح لغيره أحقر الصفات وأقبحها، ويتمنى لنفسه أن يعيش كريماً وبعيداً عن إزعاج الآخرين. لهذا لا يجذبني الحوار المترفع الصوت على المحتوى الرقمي، الأول يقزم الثاني والثاني يرفض أصل الأول، بينما يدخل الثالث ليصحح مسألة تافهة أو يقدم معلومة لغوية تشتت الحوار لمحور آخر ، الإنسانية أن يرتقي الإنسان في أبسط حقوق الآخرين بالتعامل بالحُسنى ، لا بتتبع العورات والنيل من الآخرين ، والسعي ليعمم الظلم من فرد لجماعة فقط وتشوه أوصافهم دون دليل، أتعلمون لماذا تجردوا من الإنسانية على مواقع التواصل الاجتماعي؟ لأنها مساحة لا يوجد فيها حساب ولا عقاب ، المظلوم لا يقدر على مواجهة الظالم ، لو امتلك الحق في حواره فستمطره سيول من الردود والهجمات من أصحاب الظالم تدافع عنه وتقف بجانبه بل وقد تطبل له.
ما أحوجنا لثورة أخلاق نستعيد فيها حياة الإنسان الذي لم يتجرد من مكارم الأخلاق، ليست هي دعوة إلا للعقلاء أن يرتقي حوارنا الإلكتروني للأفضل ، أن نتعامل مع الآخرين كما نريد لذواتنا أن نتعامل معها ، أرجوكم لا تتجردوا من الإنسانية، فما أحوجنا لأن نفهم بعضنا بعضا ومن لا يسعى لذلك فلن يميزه إلا جهله.

لقراءة المقال: http://www.al-sharq.com/news/details/369731#.VflqWJ2qqko

 

 

التدوينة كيف تكون إنساناً؟ ظهرت أولاً على مدونة عمّار توّك - Ammartalk Blog.



This post first appeared on مدونة عمّار توّك – Ammartalk, please read the originial post: here

Share the post

كيف تكون إنساناً؟

×

Subscribe to مدونة عمّار توّك – Ammartalk

Get updates delivered right to your inbox!

Thank you for your subscription

×