Get Even More Visitors To Your Blog, Upgrade To A Business Listing >>

نعمتان



نعمتان

تمر بأمتنا هذه الأيام، بل وبالعالم أجمع، محنة عظيمة من أعظم المحن أراد بها الله سبحانه وتعالي أن يبتلينا جميعا لحكمة لا يعلمها إلا هو.  تلك المحنة هي انتشارعظيم لفيروس صغير لايري بالعين المجردة، إلا أنه وعلي الرغم من صغره هذا استطاع أن يلحق بالعالم أجمع دماراً لايوصف وأصاب الناس بهلع ورعب لا تستطيع كلمات أي كاتب أن تصفهما.
هذا المقال ليس للحديث عن فيروس كورونا ولا عن أثاره ولا عن انتشاره ولكننا هنا للحديث عن موضوع أخر فتابعونا.


منذ بدأ انتشار الفيروس في الصين لاحظنا أن دولة الصين بدأت بإتخاذ خطوات غير مسبوقة لمحاولة السيطرة علي انتشار الفيروس علي أراضيها. ويبدوا أن تلك الإجراءات قد بدأت تؤتي ثمارها في لحظة كتابة هذا المقال، ومن ثم فقد بدأ العالم أجمع -  في محاولة منه للسيطرة علي الفيروس -  بإتباع مثل تلك الإجراءات والتي منها علي سبيل المثال إيقاف حركات الطيران بين الدول والذي رأينا أنه كلما تأخرت الدولة في إعتماد هذا الإجراء كلما زادت الإصابات لديها. ومن هذه الإجراءات أيضا مايسمي بالحجر الصحي المنزلي الكامل (أو أمر البقاء في المنزل) وهو ببساطة يقصد به إيقاف كل المدينة ، إيقاف كل شيء وإبقاء الناس في منازلهم إلا للضروروة القصوي فقط، وهذا هو محور حديثنا هنا .

عدد كبير من الولايات الأمريكية أعلن بدأ عملية الإغلاق الكامل   هذه وتم بالفعل إيقاف كل شيء من مدارس وجامعات ( والتي كانت متوقفة بالفعل من أجل اجازة الربيع) وإيقاف جميع المصالح الحكومية والمكاتب والمحلات والشركات والمطاعم. بإختصار كل شيء ولمدة أسبوعين علي الأقل، وأصبح الكل ممنوع من ممارسة عمله إلا من خلال الانترنت (خصوصا التعليم المدرسي والجامعي) . أما عن البحث العلمي بالجامعات فتوقف تمام وصدرت أوامر بإيقاف جميع الأبحاث (التي ليس لها علاقة بكورونا)  بل وإغلاق جميع الأجهزة والمعامل مع توقع استمرار هذا الإغلاق لمدة تتراوح بين حق ٦ - ٨ أسابيع، نعم كما سمعت يبدو أننا سنجلس في بيوتنا لشهرين علي الأقل. 

      
والأن مع المشكلة ، بقاء الأولاد والأسرة كاملة في المنزل لمدين شهر أو شهرين بدون عمل أو شيء ننشغل به مشكلة كبيرة وقد حذرنا الرسول من هذا الأمر فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ))؛ رواه البخاري

الفراغ الحاصل نتيجة الجلوس في المنزل لساعات طويلة قد تكون له أثارا جانبية كبيرة ، ويجب علينا كمسلمين ان نحاول الاستفادة من هذا الوقت والا نهدره علي متابعة وسائل التواصل الإجتماعي من فيس بوك ، انستجرام ، سناب شات أو حتي المدعو تيك توك،كما يجب علينا محاولة توجيه أولادنا خلال هذا الوقت العصيب إلي كيفية الاستفادة من هذا الفراغ بدلا من هدره علي العاب الفيديو أو مشاهدة الأفلام . وهنا تكمن المشكلة، كيف نحاول توجيه أولادنا ونحن أنفسنا نعاني من نفس المشكلة. فتعال معا نحاول أن نفكر سويا ما الذي يمكننا عمله. 

في الأيام القليلة الماضية رأيت الحقيقة، فقد جربت من مدة ليست بالبعيدة كثرة العمل وقلة الوقت المتاح لانهاءها ومايتبعها من كثرة الأرهاق إلا أنني وجدت أن الفراغ أصعب من هذا بكثير. وتذكر أن الأنسان لكي يكتسب عادة ما (سواء جيدة ام لا) يحتاج إلي اربعين يوما علي الأقل، وبالتالي فتلك الفترة كافية لاكسابنا عادات غير متوقعة ، أن احسنا استغلالها سنكتسب عادات جيدة وان أسأنا أستغلالها ستلحق بحياتنا وبحياة أولادنا ضررا كبيرا، ولا تصدق نفسك أن قالت لك انها فترة مؤقتة تعود الأمور بعدها كما كانت لأن العودة لن تكون سهلة إذا ماتعودت علي ذلك الفراغ القاتل. هناك مثل إنجليزي يقول "الشيطان يجد عملاً للأيدي العاطلة كي تعمل " فلابد أن نشغل أنفسنا بعمل صالح وإلا شغلتنا هي بالباطل.

الجزء القادم يحتوي علي بعض الاقتراحات قد يناسبك بعضها او لا، إذا كان لديك اقتراحات أخري من فضلك شاركها معنا في التعليقات.

علاقتك أنت وأسرتك بالله سبحانه وتعالي:

لايوجد لدي أي منا شك أن هذا يعد من أهم الموضوعات التي ينبغي أن تنال حيزاً كبيراً من اهتماماتنا، وإليك بعض الإقتراحات:
  1. أجعل لنفسك ورد يومي من القرءان الكريم ( ولو كنت ممن لديهم وردا فهنيئاً لك و تلك فرصة لمضاعفته)
  2. حاول أن تشرك الأولاد معك في قراءة القرءان ( من الممكن أن تقوم بعمل حلقة صغيرة لأسرتك بعد صلاة المغرب تقرأون القرءان معا وتدرسون تفسير بعض أياته)
  3. الصلاة وما أدراك ما الصلاة، احرص علي أن تقيم صلاة الجماعة في منزلك لها أثر عظيم.   
  4. إذا لم تكن من مؤدي صلاة الفجر فالأن الفرصة المناسبة لجعلها من العادات المكتسبة.

 الأولاد:

بالطبع مواصلة التحصيل العلمي أمر مهم ولحسن الحظ فإن بعض المدارس هنا قررت منح الطلاب جدول يومي للانشطة يعاونهم علي مواصلة التحصيل العلمي حتي تبدأ المدارس في مواصلة الدروس علي الأنترنت كما هو مقرر وإذا لم يتح لك هذا فاليك بعض الأقتراحات:
  1. حافظوا علي جدول محدد يشمل ساعات الاستيقاظ والنوم في مواعيد محددة. 
  2. اجعل للدراسة وقت محدد يلائم الوقت المدرسي مثلا من الساعة التاسعة وحتي الساعة الثالثة علي أن يتخللها بعض الأنشطة الرياضية الخفيفة.
  3. حاول أن تلزم أولادك بأداء الواجبات المدرسية المحددة. 
  4. أجعل يومك يشمل بعض الحركة مثل اليوجا أو التمرينات المنزلية وكلها موجودة علي الإنترنت.
  5. أضف القراءة اليومية لمدة معينة ساعة مثلا.
  6. بعد وقت المدرسة يمكنهم ممارسة هواية محببة كالرسم أو التلوين  أو تعلم شيئا جديد كلغة جديدة علي دوالينجو أو تعلم لغة برمجة جديدة وكل هذا متاح مجانا علي الإنترنت.
  7. يمكنم التجمع لمشاهدة أحد الفيديوهات الجيدة علي اليوتيوب ،أمازون أو نتفليكس ويوجد العديد من الفيديوهات المفيدة هناك.

أنت:

لابد من وضع جدول للعمل والترفيه والإعتناء بالأسرة ومتابعتهم ، وإليك هذه المقترحات:

  1. ضع جدول يومي للعمل يحدد مواعيد الأستيقاظ والنوم وياحبذا لو يماشي مواعيد الأولاد.
  2. حدد فترة محددة للعمل اليومي ( من التاسعة إلي الثالثة مثلا) والتزم به.
  3. أشترك معهم في التمرينات الرياضية اليومية ولاتترك نفسك للجلوس الطويل علي الكنبة أو أمام الكومبيوتر.
  4. أنت أيضا بحاجة للقراءة اليومية ضع قائمة بالكتب التي ترغب بقراءتها ، أغلب الكتب متاحة مجانا علي الأنترنت من عدة مواقع مثل https://archive.org/   أو جامعة نيويورك أبوظبي. 
  5. فرصة جيدة لحفظ بعض ايات كتاب الله فلا تضيعها.

قد تكون تلك أزمة كبيرة إلا أننا وبحسن التصرف يمكننا تحويلها إلي فرصة جيدة ونستغلها لتحسين علاقتنا باسرتنا وبالله سبحانه وتعالي، وفي النهاية تذكر أن هذا المرض ماهو إلا ابتلاء من الله سبحانه وتعالي وانه تعالي ماخلق داء إلا وجعل له الدواء كما علمنا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم. فبالصبر والتزام الاحتياطات الواجبة وعدم الهلع سيمر الأمر بسلام إن شاء الله وتذكر أنها ليست المرة الأولي ولن تكون الأخيرة. اللهم أجرنا خيراً عن أعمالنا وتجاوز عن سيئاتنا وأشف مرضانا ومرضي المسلمين والعالم أجمع أمين.       

   


  





This post first appeared on Just Fadfada, please read the originial post: here

Share the post

نعمتان

×

Subscribe to Just Fadfada

Get updates delivered right to your inbox!

Thank you for your subscription

×