Get Even More Visitors To Your Blog, Upgrade To A Business Listing >>

الخليل، وادي القلط، و الآن سبسطية: نفس الشعور



"حسناً، هذا يكفي، لنعد إلى بيوتنا!"هكذا خاطبني عقلي و نحن لم نكن قد انتهينا من محطتنا الأولى ضمن جولة #باص_السوشال_ميديا الثانية، كنا لا نزال في بلدة سبسطية الأثرية شمال غرب نابلس، و برنامجنا ممتد لمعالم أخرى في محافظة طولكرم.

في تلك اللحظة، كنا قد انتهينا من زيارة مسجد و مقام النبي يحيى عليه السلام، إضافة لقصر الكايد، و كنيسة أثرية، و كلها تقع ضمن الجانب السكني في البلدة، عدنا إلى المسجد و أدينا صلاة الجمعة هناك، و بعدها كان علينا أن نتوجه للمنطقة الأثرية حيث تركنا حافلتنا.

أحسست حينها أنني قد حصلت على حصتي من "وجع القلب"، تلك التي يجب أن أحصل عليها كلما تعرفت على مكان جديد في وطني. و قد يكون من المنطقي و المتوقع أن أتألم على حال القدس مثلا، و حتى حيفا أو بقايا يافا. لكنني أصبحت أدرك أكثر فأكثر، أن القليل المتاح من فلسطين يتسرب من بين أيدينا كما تهرب حبات الدقيق من غربال قروية أصبحت تعجن الخبز!

"سبسطية المسكونة منطقة **B و سبسطية الأثرية منطقة C"،  هكذا أخبرنا مرشدنا من أهل سبسطية.
حاول عقلي أن يعبث معي أكثر : سبسطية التحتاو سبسطية الفوقا  C، قد تكون هذه التسمية أسهل على الناس. 

و "سبسطية الفوقا" ذكرتني بـ "إم الطنافس الفوقا" مسرح أحداث المسلسل السوري الشهير "ضيعة ضايعة"، و استمر عقلي بالعبث أكثر ليجعلني أتساءل، هل سيأتي يوم نحكي عن "سبسطية الفوقا" أنها "ضيعة ضايعة"؟

أعود بكم قليلاً،

في مدخل مسجد النبي يحيى، يوجد غرفة لها قبة، تجاورها شجرة حمضيات .. الغرفة تدعى "قبة أيوب"، بناها ابن أخت صلاح الدين الأيوبي فوق ما يعتقد أنه المكان الذي سجن فيه نبي الله يحيى عليه السلام، بداخل الغرفة يوجد تمثالان، يخبرنا مرشدنا أن التماثيل كانت سبعة، أمرت بإيجادها القديسة هيلانة لتمثيل وقائع قتل سيدنا يحيى، إلا أن خمسة من التماثيل السبعة سرقها الاحتلال!

على مدخل المسجد وقف ممثل المجلس المحلي ليحدثنا عن سبسطية، عرفنا منه أن قوات الاحتلال أصبحت تغلق المنطقة الأثرية في سبسطية في فترة الأعياد اليهودية، و في عيد الفصح الأخير قام المستوطنون برحلات تخييم في منطقة سبسطية و جوارها، و حينها منع الفلسطينيون من الوصول لتلك المنطقة، و بالمناسبة، مؤخراً تم هدم "بسطة" لبيع التحف الأثرية لأحد السكان هناك.

سألت محدثنا بعد أن انتهى زملائي الإعلاميين من مقابلاتهم معه: هل أصبحنا نخشى من فقدان سبسطية؟ فرد عليّ بأن قوات الاحتلال تواصلت معهم خلال عامنا الحالي تخبرهم بأن يتوقعوا أن تقوم قوات الاحتلال بإغلاق المنطقة الأثرية بوجه الفلسطينيين.

هل تحتملون المزيد؟

بدأنا مسارنا في المنطقة الأثرية، و في فترة الشرح على طول المسار، ذكر الدليل في شرحه اسم جامعتين نفذتا أبحاث أثرية في المنطقة، الأولى أمريكية و الأخرى في الضفة الغربية.
أما الأمريكية فهي هارفارد، و تم تنفيذ الأبحاث عام 1908 بتمويل يهودي، و أما الجامعة من الضفة الغربية فهي ببساطة: جامعة أرئيل، الواقعة في المستوطنة الكبرى في الضفة الغربية، و تحمل ذات الاسم.

في الخليل مررنا بأزقتها فإذا بالمستوطنين يلقون علينا الحجارة من الطوابق العلوية لأسواقها القديمة، و في وادي القلط كان المستوطنون يصولون و يجولون بإرشاد من سلطة الطبيعة الإسرائيلية و حماية من جنود الاحتلال، و اليوم في سبسطية شاهدنا سارية علم متواضعة على أعلى تلة في المنطقة الأثرية، تعد مسرح صراع بين شبان القرية و جيش الاحتلال، هم يرفعون علم فلسطين عليها و أولئك يداهمون القرية لإنزاله!







This post first appeared on Nostalgia To Origin, Root, Homeland .., please read the originial post: here

Share the post

الخليل، وادي القلط، و الآن سبسطية: نفس الشعور

×

Subscribe to Nostalgia To Origin, Root, Homeland ..

Get updates delivered right to your inbox!

Thank you for your subscription

×