Get Even More Visitors To Your Blog, Upgrade To A Business Listing >>

قبلة تشبه العطش!






الليالي، متونُ الحياة التي لا يقرؤها إلا لبيب.
وحده المخبول لا يجيد ترتيب الأوراق، بل خلطها وبعثرتها. غير أن مشكلة الحكمة العالمة ببصائر الأمور أنها لا تلمع مثل العملات الأجنبية الصعبة التي تشتري القصور وتقتني اليخوت وتنام في أرصدة مصرفية مصابة بالجشع الذاهل.
في صندوق عقلي حكاياتٌ قيلت وأخرى تنتظر ، عن الفرق بين الشامة والخطيئة، والليل الذي لا يستطيع النوم إليه سبيلًا، والغل الذي صار الوصي على نفوس القتلة المتأنقين، والضحكة، والمرأة التي تُحدِث خطاها جلبة في غرفة الموتى، والقُبلة التي تشبه العطش، وأشواق الروح للجسد الممهور بتوقيع الأنوثة.
في النور الذي تهبه النجوم، وفي الظلّ الذي تنجبه اللغة، هناك بعض العزاء لمن أعطوا فأنكرهم الجحود وسحقتهم الافتراءات.
وفي الذكرى الحادية عشرة لإنشاء مدونة "قبل الطوفان"، أواصل المسير بروح الدهشة، التي هي من علامات الحياء.. والحياة.
هكذا نسير، وعند المنعطف تندلع الحقيقة. لهذا تحديدًا نتمهل كلما تلوَّتْ بنا الطرق الواسعة.
ولأن التخفف من الحمولات الزائدة من الذكريات، أول طريق الطمأنينة، فقد حان وقت كشف الحساب على أداء عامٍ مضى. أعلم جيدًا أن النسيان عملاقٌ يدوس في طريقه على ذكرياتنا المستعملة؛ لذا احتفظنا بعطر المحطات الرئيسة في هذه الرحلة وتلك المؤانسة.
عن الإعلام تكلمنا، وتحت عنوان "جن ريهام وأرواح رانيا" قلنا:
"نعرف من الواقع أن بعض برامج وقنوات "التوك شو" واجهت مأزقـًا حقيقيـًا في تراجع أهميتها والإقبال عليها، وبدلًا من أن تعيد النظر في طريقة عملها وأدائها فضلًا عن توجهاتها، إذا بها تريد أن تأخذنا إلى عالم الشعوذة والدجل، وموضوعات الفضح والإثارة، مع تصويرها على أنها أم المشكلات، في تزييف واضح للأولويات والاهتمامات لدى الرأي العام".
وفي ملف "سكان القاهرة.. لغز الرقم"، استهللنا حديثنا بالقول إنه:
"لعقود طويلة، بدا إحصاء سكان القاهرة، ومصر على نطاق أشمل، من الألغاز والأحاجي التي تحتاج المزيد من الدراسة والبحث.
بل إننا نعاني حتى اليوم مشكلة تحديد الأرقام الدقيقة لسكان القاهرة، خاصة في ظل ظاهرة ترييف المدن وزحف ملايين الأفراد إلى العاصمة لفتراتٍ مؤقتة أو في أوقاتٍ محددة (مثل فترات العمل النهارية) قبل العودة لاحقـًا إلى الأقاليم المختلفة، حيث العائلة والمسكن".
أما "كاتبو الخطابات الرئاسية" فقد بدا موضوعـًا شائقـًا؛ إذ "تبدو هوية كاتب خطابات الرئيس في مصر سرية للغاية في أحيان كثيرة، رغم أن الشفافية تقتضي الكشف عن الأسماء، باعتبار هذا العمل مهنة.
"يمثل كاتب خطابات الرئيس عبر التاريخ أهمية كبيرة منذ محمد نجيب مرورًا بجمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك ومحمد مرسي وعدلي منصور، وصولًا للرئيس عبدالفتاح السيسي، فخطابات الرئيس ليست مجرد ألفاظ رنانة، لكنها تحتوي على أفكار وتتضمن في فحواها قرارات مؤثرة، لذلك عليه أن يختار بعناية مفردات الخطاب التي تراعي تباين المستوى الثقافي والتعليمي بين عموم الشعب".
في موضوع شائك آخر هو " الانفجار الجنسي في مصر" قلنا: 
"البعض يبحث عن الحرية الجنسية.. البعض الآخر يصنعها. فريق ثالث، يعارضها ويتحفظ على هذا الانفجار الجنسي الذي يصعب السيطرة عليه".
ركزنا في هذا الشأن على النوع الذي أحدث ثقبـًا في منطاد الجمود. اقتحم المحظورات وكسر قارورة الجنس والسياسة والدين.
لم نغفل مسائل الدين والتاريخ ففتحنا ملف "أمهات الأنبياء.. القصة كاملة"، قائلين:
"تذكر لنا الكتب والمراجع فضلًا عن الكتب السماوية، حكايات وتفاصيل بالغة الثراء عن أمهات الأنبياء والرسل، مثل أم إسحاق عليه السلام، سارة، وكانت بارعة الجمال.. وأم يوسف عليه السلام، راحيل، التي تميزت بالجمال والذكاء.. وأم يحيى عليه السلام، ايشاع, التقية الصالحة.
"غير أن اللافت للانتباه هو دور الأمهات في حياة الأنبياء الأربعة، إسماعيل، وموسي، وعيسي، ومحمد. يستوقفنا هنا أن الأنبياء الأربعة عاشوا في كنف الأم، وقد عُهِد بهم في طفولتهم إلى الأمهات وحدهن دون مشاركة الآباء، فلم تقم الأم بدورها الطبيعي فقط، بل عوضت إلى جانب فقد الأب أو غيابه، لتكون الأم هنا أقرب إلى رعاية أصحاب الرسالات الدينية التي تقوم على الروحانية".
تحوّلنا أيضـًا إلى قضايا غير مطروقة، مثل "المطربات.. استغلال الحناجر والجيوب!"، حيث كتبنا:
"من شيرين إلى أنغام، ومن ليلى مراد إلى فايزة أحمد وصولًا إلى ذكرى التونسية، تبدو العلاقات العاطفية عنوانـًا للمأساة في حياة المطربات، وجوهر الأزمات التي تنتقل من غرف النوم إلى صفحات الصحف وشاشات التليفزيون.
"ولعل ما جرى في الأيام الأربعة وقبلها لاعتزال المطربة شيرين عبدالوهاب القصير، يفسر الكثير  مما حدث معها ومع غيرها من المطربات".
وكتبنا عن "الجورنالجي" محمد حسنين هيكل،  الذي رأينا أنه "يمثل نموذجـًا للصحفي المهني والموسوعي الواسع الثقافة، النهم للمعرفة في شتى ضروبها، ونقف على هذا جليـًا في أحاديثه الحية التي شاهدنا بعضـًا منها على الفضائيات ووقفنا عليها بجلاء في كتاباته، فهو صحفي محلل ومؤرخ وحافظ عجيب للشعر العربي وقارئ بروح الباحث للتاريخ الإنساني وكاتب بروح السرد وبمذاق أدبي، فنجده يدلل على ما يقول بأبيات من الشعر أو يقدم المقاربات التاريخية.
"يبقى الرجلُ مُعضلة كبرى: لا يُمكنُك أن تصدق كل ما يقول إلا إذا كُنت من الغافلين، ولا يُمكنُك أن تتجاهل كل ما يقول إلا إذا كُنت من الحمقى".
وحكينا عن "أسامة الباز.. صانع الملوك يركب المترو!"، من زاوية أنه "في مصر، معادلة شبه مستحيلة اسمها: النفوذ مع الولع بالبساطة.
"لكن أسامة الباز نجح في حل المعادلة ببراعةٍ ربما لاحقت ككابوس من جاؤوا إلى السلطة بعده.
"فقد احتفظ الباز بصورته اللامعة كمفاوض سياسي عتيد، ولاعب رئيسي ومستشار نافذ، مع تمسكه بصفة التواضع التي منحته مكانة فريدة في قلوب كثيرين".
من أضابير حكايات الجاسوسية، سلطنا الضوء على "الفقي.. الذي صعد إلى الهاوية!"، قائلين:
"إنه الخائن الذي سقط في بئر الخيانة بعد أن سقط في بئر الغرام.
"باع ضميره وخان وطنه، فقط من أجل عيني جاسوسة جندته لمصلحة الموساد الإسرائيلي.
"اسمه فاروق عبدالحميد الفقي، وهو أحد أطراف واحدة من أشهر قصص الجاسوسية في مصر، التي تم تحويلها إلى فيلم بعنوان "الصعود إلى الهاوية"، وقد قال توفيق عكاشة صاحب قناة "الفراعين" في حديث تليفزيوني إن الفقي هو قريبه وفي منزلة خاله.
"ضابط الصاعقة، الذي كان والده مدرسـًا، وتعود أصوله إلى محافظة القليوبية، هو نموذج للخيانة والغف
لم نكتفِ بهذا، فقد توغلنا في التاريخ، وتحت عنوان "سارقو النار: نصوص من التراث"، تنفسنا كلمات جريئة وعبارات ساطعة عن الجسد و"الآخر"،
من  ابن حزم في "طوق الحمامة في الألفة والإيلاف"، وأحمد سليمان الشهير بـابن كمال باشا في "رجوع الشيخ إلى صباه"، وأبو محمد بن قتيبة الدينوري في "عيون الأخبار"، إلى  داود بن عمر الأنطاكي في "تزيين الأسواق في أخبار العشاق"، وغيرهم الكثير.
من حبر المطابع، خرجت مؤلفات جديدة تكمل المسير والمصير، إيمانـًا منا بأن الموهوب الكسول يستحق العتاب على جهد المُقل في إبداعه، واللوم لأن غيابه الطوعي أفسح الطريق لمحدودي الموهبة كي يتسيدوا المشهد.
هكذا صدر لي كتاب "باشوات وأوباش: التاريخ السري للفساد" عن مركز الحضارة العربية، وقلنا في مقدمته:
"هذه سطورٌ من الحاضر والتاريخ، تنبه إلى النيران الزاحفة قبل أن تلتهم أي أمل في المستقبل، وتدفع البلد كله إلى المجهول.
"قضايا وملفات، وأمثلة وحكايات، تدفع إلى التأمل، وتحث على التدبر في فكرةٍ أساسية، مفادها أنه لا أحد بوسعه أن يقف على أرض صلبة ما لم يتقدم إلى محاربة الفساد وشبكات الامتيازات المغلقة التي تتكون عادةً من عناصر من قلب السلطة السياسية وأجهزتها الإدارية وبعض المختارين بعناية من رجال المال، وتنال فرصـًا احتكارية حصرية في مجالات الاستيراد، والمضاربة العقارية، والمالية، بما يمكنها من احتجاز معظم المغانم، والعوائد بطرق لا تمتثل بالضرورة للقوانين والتشريعات القائمة".
أما في "حرائق التفكير والتكفير" الصادر عن دار اكتب، فقد قلنا في المقدمة:
"أحد دروس التاريخ هو أن توسيع دائرة الأعداء والأزمات ليس من مصلحة أي مجتمع، وأن حصر الحزم السياسي والأمني على من يرفعون السلاح في وجه أبناء الوطن، ويحرضون على الفتنة وخطاب الكراهية، هو أحد مفاتيح أمن أي مجتمع وأمانه الفكري والاجتماعي والديني.
"يبدو أن ما تحتاجه بلادنا هو أن تفتح مجالها العام لكل تنوع في الرأي وكل اجتهاد في الفكر والرؤى الدينية. ونحسب أن تقييد الحريات وتكبيلها تربة مثالية للإرهاب والتطرف والتشدد.
"وسطور هذا الكتاب خير دليل على ما نقول.
"نكتب هذا ونحن نعلم أن هناك من يؤثر الغفلة ويستعذب العيش في عالم الأمنيات والأوهام، في حين يضيق ذرعـًا بملامسة الواقع بحقائقه وأعبائه. وفي هذه الحالة فإن العيب يصبح في المتلقي وليس في الكاتب.
"إن حرب التفكير والتكفير طويلة.. ومن أسف أننا لا نملك عدتها المؤهلة لحسمها في المدى المنظور".
ومن مقدمة "خنجر في المرآة" الصادر عن دار اكتب، نطالع السطور التالية:

"الكتابة وعي. ورصد الرصانة الثقافية ونقد التهافت والتسطيح في الفكر، هما وجهان لعملة واحدة، عنوانها الأبرز إدراك مدى أهمية الفكر والإبداع في تقدم المجتمع وتحديثه، والتعبير عن تنوعه وثرائه.
"انطلاقـًا من هذه الرؤية، يأتي الكتاب الذي بين أيدينا ليقدم شهادة نقدية ورؤية ناقدة لتجارب إبداعية مختلفة وقضايا مُلّحة تتصل بالمناخ الثقافي، والتحديات التي تواجهنا، في الطريق إلى تحرير العقل وإثراء الفكر وإطلاق سراح الإبداع الذي يرسف في القيود والأغلال".
وفي "سيرة اللذة والجنس في مصر" الصادر عن دار اكتب، ما يدل على المضمون؛ إذ قلنا:
"هذا كتابٌ عن الظمأ.
"ظمأ الجسد، وجوعه، وطرائق إشباعه أو "تحريره" عند رجال ونساء من الحاضر والماضي، عبر أقوال أثارت جدلًا وأفعال أحدثت زلزالًا في مجتمعات حائرة بين دين الفضيلة وديناميت الرغبات الجامحة.
"هنا تطالع تفاصيل صادمة عن الفعل الفاضح في مجتمعاتنا، وأشكال الثورة الجنسية التي تشهدها بلادنا، ووقائع التلصص واختلاس اللذة عبر تسريب تسجيلات حميمة أو خاصة لمشاهير أو ذوي نفوذ. وبوسع القارئ رصد تطور التناول السينمائي لمشاهد الجنس والإغراء في أفلامنا الروائية، وإن شئت، فأنت على موعد مع صفحاتٍ من تراثنا العربي الذي يزخر بكتاباتٍ جريئة عن الجسد ورغباته وطرق إشباعها التي تفوق خيالك".
ولعل "موسوعة حصاد الأوليمبياد" الصادرة عن دار كنوز، تعد إضافة مهمة في مجالها، وعنها قلنا في المقدمة:
"بعضَ الكُتُبِ تُقدّم نفسَها للقارئ، وتُعفي المؤلّف من واجب التقديم. وهذا الكتاب يُعَدّ موسوعة في تاريخ الدورات الأوليمبية الصيفية، التي تم إحياؤها بعد طول غياب، واستمرت حتى اليوم.
"ونحسب أن هذا الكتاب يضم لأول مرة مادة أصيلة ومدققة من مصادرها المعتمدة عن النتائج والأرقام والأسماء، والوقائع والحوادث التي شهدتها دورات الألعاب الأوليمبية الصيفية، والأرقام القياسية التي تم تحطيمها، فضلاً عن تفاصيل مثيرة عن الأبطال الذين فاجأوا الجميع بإنجازاتهم، والنجوم الذين خيَّبوا الآمال بأدائهم لظروف تخصهم أو خارجة عن إرادتهم".
الأمل، جنتنا في الحياة.. والكتابة أيضـًا، لو كنا نعلم!


This post first appeared on قبل الطوفان, please read the originial post: here

Share the post

قبلة تشبه العطش!

×

Subscribe to قبل الطوفان

Get updates delivered right to your inbox!

Thank you for your subscription

×